أطلقت جامعة سيدة اللويزة NDU الدورة الثامنة عشرة من مهرجان NDU الدولي للأفلام، الذي تنظّمه كلية الآداب والعلوم الإنسانية – قسم الفنون السمعية والبصرية، تحت شعار "من الشباب إلى الإرث". ويشكّل هذا الحدث الثقافي محطة بارزة سنوياً في المشهد السينمائي اللبناني، إذ يجمع طلاباً وصنّاع أفلام وأسماء لامعة من عالم الفن.
وتحلّ الكاتبة اللبنانية نادين جابر ضيفة شرف المهرجان هذا العام، تكريماً لدورها في صناعة الدراما وكتاباتها المؤثرة. وعلى هامش المهرجان، أشارت جابر في حديثٍ لموقع Lebtalks إلى أنّ "الكتابة قبل كل شيء موهبة. الإنسان لا يختار أن يكون كاتباً، بل يولد وفي داخله كاتب صغير يحتاج إلى تنمية. لذلك، لا تكفي الدراسة وحدها لصناعة الكاتب، بل يجب العمل على تطوير الذات، وتوسيع المخيّلة، والخروج من الإطار التقليدي ومن منطقة الراحة، وأن يكون الإنسان مبدعاً وقادراً على التفكير خارج الصندوق".
أضافت أنّها لن تشارك في السباق الرمضاني هذا العام، مؤكدةً أنّها ستتابع المسلسلات خلال الشهر. وأشارت إلى أنّ أعمالها ستُعرض بعد رمضان، إذ لديها مسلسل من 10 حلقات مع Eagle Films، و10 حلقات مع IMAGIC BIG PICTURE PRODUCTION، كما كشفت عن أعمال ستجمعها مع شركة الصبّاح.
وأوضحت أنّ كتاباتها تتنوع بين 10 حلقات “دارك كوميدي” و10 حلقات “ميستري”، فيما سيكون نصّ رمضان اجتماعياً موجهاً للنساء.
من جهته، أشار رئيس جامعة سيدة اللويزة، الأب بشارة الخوري، إلى أنّ الجامعة تعمل على دعم طلابها، لكنّ ما يمنحهم القوة الحقيقية هو الموهبة التي يمتلكونها. وقال: "نحن نحاول مساعدتهم على اكتشاف موهبتهم أكثر. ومن خلال السينما وطاقة الشباب، نؤكّد للرأي العام الفني والوطني والعربي أننا لا نتبع سوى قناعتنا وإيماننا بشبابنا. وأي تعاون مع الشركات في هذا العمل التربوي يشكّل قيمة مضافة لرسالة الجامعة. ومع سعينا للوصول إلى العالمية عبر الاعتمادات والإنجازات، نؤمن في الوقت نفسه بضرورة التجذّر في أرضنا. نحن اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى دعم شبابنا وتمكينهم من التعبير عن المواهب التي وضعها الله في قلوبهم".
أمّا الوزيرة السابقة ماي شدياق، فقالت إنّ الأهم بالنسبة للشباب والصبايا هو أن يؤمنوا بأنفسهم ليأخذوا في الحياة ما يستحقونه.
أضافت: "لست غريبة عن هذه الجامعة، فأنا أدرّس فيها منذ عام 1997، وأعرف جيداً مستوى طلابها والتعاطي الإيجابي معهم. المهم فتح المجالات أمامهم لإثبات جدارتهم. نحن اليوم في الدورة الثامنة عشرة من المهرجان الدولي للسينما، وهذا إنجاز مهم للـNDU التي حافظت على المهرجان رغم كل الظروف. أتمنى التوفيق للطلاب".
وقالت أيضاً: "أنا أحب هذا المجال، وكنت مع جوليا قصار وألما في المدرسة، وكان أستاذ كاميل سالمي يعلّمنا المسرح في سان فامي. من يحبّ المسرح منذ صغره لا يحتاج إلى من يعلّمه حبّه".
وتابعت: "أتمنى لكل الطلاب التوفيق، وأن تُفتح لهم آفاق جديدة، وأن تتوافر لهم الإمكانات المادية التي تسمح لهم بإبراز طاقاتهم بشكل أكبر".
وفي سياق متصل، ردّت الممثلة نوال كامل على الممثلة اللبنانية نادين الراسي بالقول إنّها شخصية متواضعة، وإنّ مسيرتها تكشف عن قلب طيب، مضيفة: "لا أحسدها على ما مرّت به، لكن أهنئها وأقول لها: BRAVO، لأنها بإيمانها القوي استطاعت أن تنفض غبار التجارب مثل النسر الذي يجدّد شبابه".
كما لفت المخرج إيلي سمعان عبر Lebtalks إلى أنّ الدراما اللبنانية تشهد تقدّماً كبيراً، كاشفاً أنّه خارج السباق الرمضاني هذا العام.
وعن المقارنة بين الممثل اللبناني ونظيره السوري، قالت الممثلة هند باز لـLebtalks: "لا يوجد ممثل أشطر من آخر، بل هناك ممثل يعشق الدور، ولذلك يبدع فيه".
يؤكّد مهرجان NDU الدولي للأفلام في دورته الثامنة عشرة أنّ الإبداع الشبابي لا يزال قادراً على ضخّ حياة جديدة في المشهد السينمائي اللبناني، رغم التحديات. ومع حضور أسماء مؤثرة من عالم الفن والدراما، يصبح هذا الحدث مساحة حقيقية لاكتشاف المواهب وتعزيز دور الجامعة في دعم الجيل الجديد وصناعة مستقبل ثقافي أكثر ثباتاً وإشراقاً.