Search
Close this search box.

النووي الإيراني الأميركي الديمقراطي

كتب جورج أبو صعب:

تتكشّفُ يوماً بعد يوم خيوط التخادم بين الأميركيين الديمقراطيين وإيران منذ عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، مروراً بالرئيس جو بايدن، وربما غداً مع كمالا هاريس في حال فوزها في انتخابات الرئاسة، لكنها خطواتُ نهجٍ واحد وأسلوب الديمقراطيين بقول شيء فوق الطاولة وعكسه تحت الطاولة.

إذا عدنا لصحيفة “الواشنطن تايمز”، نجدُ خبراً واضحاً عنوانه أن المخابرات الأميركية أخفت معلوماتٍ تتعلّق ببرنامج إيران النووي خلال رئاسة اوباما .

واليوم، وبحسب معطيات مدير الوكالة الدولية للطاقة النووية رفائيل غروسي، فإن إيران قد تصلُ الى القنبلة النووية في فترة وجيزة مع استمرارها في التخصيب من دون موانع ولا روادع.

باتَ من الواضح أن ما تقوله واشنطن الديمقراطية علناً حول رفض لامتلاك إيران القنبلة النووية ورفض التخصيب، تسكتُ عنه تحت الطاولة وتسمحُ للنظام الإيراني بالتمادي في التخصيب، وصولاً الى صنع أربع قنابل نووية في البداية.

الإدارة الأميركية قلقةٌ ومدركةٌ بأن أي تقدّمٍ إيراني في إنتاج سلاح نووي سيفتحُ أبواب سباق تسلّح نووي على مصراعيها من قِبَل الدول الخليجية على الوجه الخصوص، لذلك سعت واشنطن ولا تزال الى تمرير النووي الإيراني بالتمويه وإخفاء حقيقة التطور الكبير في التخصيب بأقل كلفةٍ ممكنةٍ كي لا تسمح للعرب بامتلاك السلاح النووي.

 في الكواليس، واشنطن تشجعُ طهران على الاستحصال على السلاح النووي، وفي العلن تعطي صورةً للمتضرّرين من حصول إيران على النووي على أنها ضد امتلاك إيران للسلاح النووي، ولن تسمح لإيران بامتلاك هذا السلاح.

مسؤول أميركي رفضَ الكشف عن إسمه صرّحَ منذ أيام للصحيفة بأن إدارة أوباما كانت تروّج للاتفاق النووي، فتغاضت عن تقارير استراتيجية حيث لا ضمان، بالتالي منع تكرّر التجربة نفسها مع كمالا هاريس إن فازت في الانتخابات، لأن الخط الديمقراطي حيال إيران واحدٌ وإيجابي باتجاه الجمهورية الإسلامية في إيران، ولأن واشنطن الديمقراطية لا ترفض في العمق امتلاك طهران للسلاح النووي.

المخابرات الأميركية تناغمت مع البيت الأبيض لتمرير استحصال إيران على السلاح النووي، وأمّنت لطهران التمويل اللازم من أجل ذلك، سواء من خلال “قبة باط” عن بيع طهران نفطها للهند والصين وفنزويلا رغم العقوبات والحصار، أو بتحرير أرصدة مالية في بعض الدول كما حصل مؤخراً في كوريا الجنوبية لقاء الإفراج عن أسرى أميركيين لدى طهران .

توسّعُ إيران في برنامجها النووي يتسبّبُ مجدّداً بأزمةِ ثقةٍ بين دول الخليج، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة الأميركية لأن دول الخليج إجمالاً لا تقبلُ بمساعدة الايرانيين في برنامجهم النووي على حسابهم، ما يعيدٌ إحياء التوترات بين الطرفين، وتهديد دول الخليج لواشنطن بالتعاون مع الصينيين في إنتاج الطاقة النووية الخليجية ومنها تصنيع السلاح النووي .

وتزيد “الواشنطن تايمز” من تسريباتها بأن المعلومات التي كانت مسرّبة حول النووي الإيراني كانت أكبر مما أعلنته إدارة أوباما، وبالتالي فإن كل هذا الكلام يؤكدُ المؤكد مرةً جديدة، والذي نشيرُ اليه في مقالاتنا من أن النظام الإيراني يشكّل ضرورةً أميركية، كما أن النووي الإيراني هو ضرورة ديمقراطية، حتى نكاد نقول إن النووي الذي يُخصّبُ في طهران هو نووي- أميركي وليس إيرانياً فقط، وهذا ما يؤكد لنا التخادم وخلفياته بين الطرفين في المنطقة، والتواطؤ الديمقراطية مع الإيرانيين في اليمن وسوريا والعراق من خلال دعم الأميركيين لتصرفات الميليشيات الإيرانية، والتعاون معها كما حصلَ في لبنان مع ترسيم الحدود البحرية من خلال اتفاق إيراني- أميركي واضح.

على العرب الانتباه والتنبّه جيداً الى ما يُحاك ضد المنطقة وبخاصة من بوابة النووي الإيراني، فالدول العربية لها أكثر الإمكانيات وهي أغنى من إيران بامتلاك السلاح النووي وإقامة توازنٍ استراتيجي نووي مع الجمهورية الإسلامية، وهذه الفرصة سانحةٌ للخليجيين وعلى رأسهم السعوديون والإماراتيون والبحرينيون والكويتيون لامتلاك النووي عبر تكنولوجياتٍ تفوق إيران وإمكاناتها سرعةً وجودةً ومتانةً، على أمل فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية . 

لا يزال هناك فرصة للعرب لمنع التخصيب النووي الإيراني … 

ولا يزال هناك فرصة لمنع إيران من حكم العرب … والمنطقة.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: