الواقعة وقعت بين ترامب وزيلينسكي.. وعلى الدول الصغيرة أخذ العِبَر!

zelensky trump

لقد وقعَ المحظور: خلافٌ ونقاشٌ حاد أمام الإعلام بالمباشر في المكتب البيضاوي بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس فولوديمير زيلينسكي، فالرئيس ترامب غادر واشنطن وطرد الرئيس الأوكراني.

في قراءة أولية لهذا الحدث التاريخي البالغ السلبية يمكن تسجيل الآتي:

أولاً: اتساع الهوة اعتباراً من مساء أمس بين كييف وواشنطن، وبالتالي بين الأوروبيين وواشنطن، فالذي حصل خدمَ بلا شك الرئيس الروسي وفاقمَ أزمة الثقة والحذر بين القارتين الحليفتين تاريخياً، الأمر الذي ستكون له تداعيات خطيرة على ضفتي الأطلسي.

ثانياً: الظاهرة البروتوكولية الجديدة التي تمثّلت بحضور نائب الرئيس الأميركي اجتماع المكتب البيضاوي ومشاركته الصادمة والعنيفة في مناقشته الرئيس الأوكراني الضيف على البيت الابيض، وهذه الظاهرة إن دلّت على شيء فعلى حدّية طباع الثنائي الجمهوري الحاكم العالم، والتي لم تُقم وزناً لرئيس دولة معتدَى عليها.

ثالثاً: اشتداد الضغوط الأميركية على الرئيس الأوكراني قابله اشتداد التضامن الأوروبي مع الرئيس زيلينسكي الذي بدا في اللقاء مع ترامب وفق الفيديوهات المسرَّبة للإعلام متوتراً ومصدوماً من تشاطر الرئيس ترامب ونائبه عليه لحساب موسكو، وقد تعالت المواقف الأوروبية وفي طليعتها الموقفَين الفرنسي والألماني المعارضَين لموقف ترامب إزاء أوكرانيا، والذي يمكن اعتباره موقفاً منحازاً الى حدٍّ ما.

رابعاً: ظاهرة بروتوكولية جديدة تمثّلت في السماح لوسائل الإعلام الدولية للمرة الأولى بالنقل بالمباشر لوقائع الشجار والنقاشات الحادة بين الرئيسين الأميركي ونائبه من جهة والرئيس الأوكراني من جهة ثانية، ويُذكر أنه من المرات القليلة التي يُسمحُ للإعلام العالمي بنقل مضامين النقاشات بين الرئيس الأميركي وضيوفه في ما يبدو أنه سيناريو مدبّر من الرئيس ترامب لحشر زيلينسكي وحمله على الخضوع لشروط وساطة واشنطن مع موسكو لحلّ ملف الحرب في أوكرانيا.

خامساً: الأزمة الأوكرانية، وفي خلال الأيام والأسابيع القليلة المقبلة، ستشهد تطورات في كل الاتجاهات ولا سيما حراك أوروبي سريع سيكشف انقسامات المعسكر الأوروبي بين حلفاء ومؤيدين لترامب وبين المعارضين والداعمين لكييف، وقد تتّخذ يوم الأحد المقبل أشكالاً غير مشجعة لوحدة أوروبا، وقد تعيدُ خلط أوراق العلاقات الغربية بين بعض الدول وتعبّدُ الصراع التجاري والجمركي بين ضفتي الأطلسي، فضلاً عن تغيّر التحالفات والمحاور ما ينذرُ بفوضى دولية آتية.

اذاً ما حصل في المكتب البيضاوي مساء الجمعة شكّل نقطة تحول أساسية وتأسيسية تتجاوز إهانة الرئيس الأوكراني الى ما هو أكبر من ذلك: تغيير موازين قوى في أوروبا ومناطق أخرى من العالم.

الواقعة وقعت وما يجب التنبّه منه وخصوصاً نحن في لبنان وأي دول أخرى صغيرة وضعيفة معرفةَ كيفية استخلاص العبر وتأمين تقاطع مصالح مع الأميركي بما يخدمنا وعدم الركون الى تحالفاتنا مع واشنطن لأن المتلحّف بأميركا عريان وما علينآ إلا مواءمة مصالحنا مع مصالح البيت الأبيض الجمهوري.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: