"بابوان على عتبة بكركي".. أبو كسم لـLebTalks: الراعي شريك متين للبابا

WhatsApp Image 2025-11-28 at 08.03.22_6345d525

يشكّل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي حالة استثنائية في تاريخ البطريركية المارونية الحديث، إذ بات البطريرك الوحيد الذي يلتقي باباوين خلال ولايته: البابا بنديكتوس السادس عشر عام 2012، والبابا لاوون الرابع عشر خلال زيارته المرتقبة إلى لبنان بعد جولته في تركيا.

هذا الحدث ليس تفصيلاً بروتوكولياً، بل يحمل دلالات كنسية ووطنية عميقة، تعكس الدور الذي تضطلع به البطريركية المارونية في الشرق، وموقعها في قلب الحوار بين الكنيسة الجامعة وشعوب المنطقة.

في هذا السياق، أشار المنسّق الإعلامي الكنسي لزيارة البابا إلى لبنان ورئيس المركز الكاثوليكي للإعلام، المونسنيور عبدو أبو كسم في حديث لموقع LebTalks، إلى أن البطريرك الراعي يستقبل البابا الثاني أثناء تولّيه البطريركية المارونية. وهذه ليست سابقة، إنما نعمة كبيرة للكنيسة المارونية وللبطريرك الراعي. وهذا يدلّ على مدى أهمية لبنان في قلب الفاتيكان، وعلى عمق العلاقة التي تربط البطريرك الراعي وسائر البطاركة الكاثوليك برأس الكنيسة الكاثوليكية، الحبر الأعظم البابا لاوون الرابع عشر.

وأوضح أنّ الشراكة بين البطريرك الراعي والبطاركة الكاثوليك من جهة، والحبر الأعظم من جهة أخرى، هي شراكة متينة. فكما حمل البطريرك الراعي همّ لبنان وطرح رؤى لإنقاذه من دائرة الأزمات، سيواصل خلال لقائه البابا نقل هذه الهموم والهواجس، وعرض رؤية الكنيسة في لبنان أمام الكرسي الرسولي.

وبالنسبة إلى التحضيرات لاستقبال قداسة البابا، أكد أبو كسم أنّها أصبحت جميعها جاهزة. أضاف: "ابتداءً من اليوم وحتى اليوم السابق للزيارة، سنقوم بإجراء البروفات في الأماكن التي سيزورها البابا، حتى يكون كل شيء على ما يرام، سواء من ناحية التجهيزات اللوجستية، أو المذبح، أو المواقع التي سيحتفل فيها، سواء في بكركي، أو في واجهة بيروت البحرية، أو في خيمة السلام واللقاء، أو في دير الصليب، أو في عنايا، أو في حريصا. كل الأمور أصبحت جاهزة، وننتظر قدوم قداسة البابا لنستقبله بالفرح وبقلوب كبيرة، على أمل أن تكون زيارته خيرًا وبركة لجميع اللبنانيين".

أما "الزوادة" التي يجب أن نحملها بعد هذه الزيارة، بحسب أبو كسم، فهي إدراك أهمية ما يقوم به الحبر الأعظم تجاه لبنان. فقد اختار لبنان ليكون محطته الأولى بعد انتخابه على رأس الكنيسة الكاثوليكية، ليؤكّد أنّ المسيحيين في لبنان والشرق عنصر أساسي في هذا البلد، بلد الرسالة والشهادة والشراكة، فالبابا القديس يوحنا بولس الثاني سمّى لبنان "بلد الرسالة"، والبابا بنديكتوس السادس عشر وصفه بـ"بلد الشراكة والشهادة". واليوم، يدعونا البابا لاوون الرابع عشر إلى أن نكون صنّاع سلام، وأن نبني هذا السلام برجاء ثابت، وأن نعمل لإخراج لبنان من الأزمات التي يعيشها.

ويتابع أبو كسم: "علينا أن نتحمل مسؤوليتنا في هذا البلد وفي الشرق، وأن نبقى فيهما لا أن نهاجر. هذه هي المسؤولية التي تضعها زيارة البابا أمامنا: أن نكون شهودًا ورسل سلام ورجاء في لبنان والمنطقة".

من استقبال البابا بنديكتوس السادس عشر، إلى انتظار البابا لاوون الرابع عشر، يرسّخ البطريرك الراعي موقعه كبطريرك يدوّن صفحة جديدة في تاريخ الكنيسة المارونية. فهو لا يستقبل فقط رؤساء أكبر كنيسة في العالم، بل يحمل عبرهم رسائل رجاء وسلام واستمرارية لدور لبنان الرسالي.

وفي زمن المتغيّرات الكبرى، يبقى هذا الحدث مؤشّراً على أنّ البطريركية المارونية، ومعها لبنان، لا تزال نقطة تقاطع بين الشرق والغرب، وما زال صوتها مطلوبًا في صناعة السلام وبناء الجسور بين الشعوب.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: