بعد نتائج انتخابات زحلة المدوية وخسارة “التيّار الوطني الحرّ” نسبة كبيرة من التأييد الشعبي على صعيد الوطن نتيجة سياساته التدميرية.
أطلّ رئيس “التيّار” النائب جبران باسيل في مقابلة متلفزة حاول فيها التخفيف من هول الخسارة التي أصابت تياره، محاولا الإيحاء أن ما جرى في زحلة متفق عليه، ومتوعدًا أن “يشك العلم” في انتخابات الجنوب في جزين من دون تسميتها، باعتبار أن “التيّار” لا يزال قادراً عندما يريد تأكيد حضوره السياسي والانتخابي في أي منطقة لبنانية.
لكن ما خفي خلف هذا الإعلان مجموعة من الحقائق المدوية التي يخالف بها “التيّار” كل مبادئه السياسية ضارباً بها عرض الحائط من أجل تحقيق فوز وبأيّ ثمن!
فالتيّار الذي حرّر جزين عام 2009 من سطوة حركة أمل على جزين لعقود من الزمن، يعود اليوم إلى إعادة تكريس هذه السطوة مجددا في تحالف هجين مع النائب السابق ابراهيم عازار، ممثل حركة أمل في جزين، في محاولة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء والهدف فقط ضرب المكوّن المسيحي الشربك في جزين والمتمثل “بالقوات اللبنانية” والأحزاب والعائلات السياسية الرافضة لهذا النهج والداعمة لنهج فخامة رئيس الجمهورية وبناء الدولة والمؤسسات بما يؤمن استقرارا دائما وعودة الشباب الذي هاجر قسرا نتيجة السياسات التدميرية والحروب العبثية الذي انتهجها خط الممانعة لعقود من الزمن.
ويتظهر هذا المخطط جليًا في محاولة تكبير حجم ابراهيم عازار المتهالك إنتخابيا في جزين عبر منحه 10 مرشحين في اللائحة البلدية المشتركة، مقابل 8 للتيّار الوطني الحرّ، في محاولة تأسيسية للانتخابات النيابية المقبلة، وأثار حفيظة النائب السابق زياد أسود ودفعه إلى ترك التحالف.
فهل يقبل أهالي جزين بعد تحرّر كل المناطق اللبنانية التي أكدت في الانتخابات خيارها الواضح إلى جانب الدولة، الوقوف ضدّ رئيس الجمهورية، إبن هذه المنطقة، ونهج بناء الدولة والمؤسسات؟
وهل يقبلون التصويت لصالح نهج الدويلة وعودة سطوة “الثنائي الشيعي” فقط إرضاء لرغبة زعيم؟