كتب أنطوان سلمون:
أثارت إطلالة الشيخ نعيم قاسم الأخيرة موجات كبيرة وكثيرة من الجدل والتساؤل وحتى المساءلة، طرحها قاسم نفسه قبل أبناء بيئة الحزب وقبل الخصوم والمعارضين، الجدل والجدلية حول مفهوم الانتصار والتساؤل حول مصطلحات الهزيمة والانكسار والمساءلة التي اقترحها قاسم في إطلالته هي حول المفاجآت غير المتوقعة وغير المحترز منها والتي قضت على منظومة قيادة الحزب من أعلى الهرم الى أسفله.
لقد تزامن بث الاطلالة المسجلة، مع تحركات الأهالي في كنف تنظيم الحزب على الحدود، والعراضات المذهبية الحزبية التي تلتها والتي استفزت مخترقة منتهكة خصوصيات المناطق ذات الأغلبية المسيحية والسنية والدرزية مطلقة الرصاص ترهيباً وصرخات شيعة شيعة استدراجاً واستدعاءً لـ"فتنة" لطالما اتهم الحزب خصومه بها انصياعاً لمخطط العدو الاسرائيلي.
لم يذكر قاسم في الاطلالة التي سجلت قبل انبلاج نتيجة تحريك الأهالي، التمديد لبقاء الاحتلال لـ18 شباط 2025 كما لم يذكر استفزازات الأهالي المذكورة آنفاً لبقية الطوائف والمناطق في لبنان وهو الذي نوّه بها قائلاً في اطلالته في 27 كانون الثاني 2025: "الشعب اللبناني بطوائفه ومناطقه كان وفيًا وحاضنًا.." كما أورد قاسم ومن ضمن سجّل انتصارات الحزب "ان العدوّ لم يتمكن من إحداث فتنة داخلية بين الطوائف في لبنان"... وكان سبق للأمين العام للحزب في 6 تشرين الثاني 2024، ان قال في نفس الاطار: "حاول العدو أن يعمل على الفتنة بين النازحين والمستقبلين، لا أبدًا، ما حزر، لأنّ المستقبلين أيضًا يُدركون أنّ الخطر ليس على النازحين فقط، ليس على المقاومة فقط، الخطر على كل لبنان، ولذلك هذا التفاعل أنا أعتبره جزء لا يتجزّأ من المقاومة، أي النازح الآن في الموقع المقاوم، مستقبل النازح من الجمعيات والمؤسسات والطوائف والبلدات المختلفة والشخصيات كلهم جماعة يُساهمون في المقاومة، لأنّ هذا جزء من حماية الظهر أثناء المواجهة المباشرة مع العدو" الاسرائيلي".
ننتقل الى ما أكده النائب في كتلة الوفاء للمقاومة أمين شري في 28 تشرين الأول 2024، بعد لقاء الكتل النيابية جميعها ومن ضمنها كتلة الجمهورية القوية والذي ناقش ملف النازحين وخرج ببيان أجمعت عليه الكتل بقوله: "كان هناك موقف وطني موقف إنساني موقف أخلاقي، وكان في شكر من زميلنا حسن فضل الله لكل اللبنانيين، إن كان على صعيد قوى سياسية أو كان على صعيد البلديات أو المجتمعات الموجودين في كل الأراضي اللبنانية لحسن الاستضافة والحس الوطني والإنساني خاصة في موضوع النازحين… أريد أن أتكلم عن روح المسؤولية التي تحلينا بها كلنا، مع العلم أن كلنا لدينا خلفية سياسية معينة، تركنا كل الخلافات جانبًا وركزنا على المشترك… بالنسبة لنا المشترك الذي كان بين كل الكتل النيابية مع كل شرائحها هو موضوع النازحين ونحن نعتبره موقف وطني… نحن ككتلة الوفاء للمقاومة نشكر كل الكتل النيابية على موقفها ونعتبر أن هذا هو الموقف الإنساني الوطني والأخلاقي الذي عبّر من خلال هذا الاجتماع اليوم".
ليتكلم البيان الصادر عن كل الكتل ومن ضمنها كتلة "الحزب" "الاحتضان المشكور الذي حصل في جميع المناطق اللبنانية التي استقبلت النازحين وقدمت أفضل صورة عن الانتماء الوطني".
يكفي للمعنيين ونخص منهم المحرّكين المستفزين المسيَّرين والمسيِّرين المحرِّضين ان ينظروا الى هوية المناطق السياسية والطائفية والمذاهب التي استقبلت ابناءهم وأهلهم من النازحين الوافدين اذ سكنوا "ساكنين آمنين معززين مكرّمين في المناطق والمعروفة الولاء والتأييد لـ"القوات" والمعارضِة والمقاوِمة لـ"الحزب"، وتكفي الاشارة على سبيل المثال لا الحصر كيف فتحت بلدة دير الأحمر وقرى الجوار برعاية النائب القواتي أنطوان حبشي والمطران السيادي حنا رحمة، ابوابها وبيوتها وقلوبها لعشرات آلاف النازحين من قرى البقاع والهرمل، شأنها شأن المناطق الأخرى المعقودة الولاء والانتماء للأحزاب الاخرى والطوائف الاخرى من مسلمين سنة ودروز ومسيحيين.
على ما تقدّم يكون من ضبط الحزب ومسيراته واستفزازاته متلبسين بـ"جرم الفتنة" بالتضامن والتكافل مع العدو الاسرائيل هو أمينه العام الشيخ نعيم قاسم ونائبه في البرلمان حسن فضل الله لتكتمل ادانته "وحيداً" بهذا الجرم مع مضمون تعميم رئيس الهيئة التنفيذية في حركة امل مصطفى الفوعاني لـ"الحركيين" بـ"منع المشاركة أو القيام بأي تحرك أو نشاط إستفزازي يتعارض مع توجيهات قيادة الحركة القاضية بإحترام خصوصية اللبنانيين بكافة طوائفهم ومناطقهم وخاصة مسيرات الدراجات النارية"، ليكون المرتكبون لأفعال الاستفزاز بالشتائم واطلاق النار وحرق رايات الأرزة اللبنانية متهمين ملاحقين بتهمة التعامل مع العدو استنادا الى ما سبق من الشواهد والوقائع.