لم تعرف بثينة شعبان، الكاتبة والأستاذة والسياسية السورية التي عملت كمستشارة سياسية وإعلامية في عهد الرئيس السوري بشار الأسد حتى لحظة الإطاحة به أنه كان يخططُ للفرار من سوريا خلال الفترة الأخيرة لتداعي حكمه، إذ انه اتصل بها هاتفياً بعد انتهاء عمله في المكتب وطلب منها الحضور الى القصر لتحضير كلمة له، لكنه غادر من المكتب الى المطار تاركاً وراءه عدداً كبيراً من مساعديه ومسؤولي حكومته وحتى أقاربه من دون ” علمٍ ولا خبر”.
بثينة التي كانت تُلقب بـ”لسان الأسد وخازنة أسراره” صدّقت رئيسها المراوغ والمخادع حتى اللحظات الأخيرة إذ لم تتأخر بالوصول الى القصر لكنها لم تجد أحداً.
السوريون يطلقون على وزيرة المغتربين في حقبة سابقة و”وجه سوريا الى العالم الخارجي” أيضاً لقب “أم رضا الكربلائي” تيمّناً بإبنها الوحيد رضا من زوجها خليل جواد العراقي الكربلائي الأصل الذي حصل على الجنسية السورية في العام 2006 عندما كانت بثينة تتولى حقيبة المغتربين، الأمر الذي ساعدها على تعيين زوجها مباشرة في منصب مدير عام المؤسسة العامة للصناعات الغذائية السورية، لكنها لم تفلح في تعيينه سفيراً لسوريا في إيطالياً رغم صدور القرار وموافقة إيطاليا عليه، لكنه لم يلتحق بعمله أبداً بعد أن علت أصوات معارضة على خلفية أن السفير يجب أن يكون من أم وأب سوريين وهو ما لا ينطبق على خليل جواد الذي يحمل الجنسيتَين العراقية والإيرانية.
الوحش أي بشار الأسد استطاع خداع الجميع حتى أقرب المقرّبين وقد كشفت الفظائع التي ارتكبها خلال فترة حكمه والتي تفوق الوصف بوحشيتها أنه “عن جدّ وحش” خصوصاً اذا ما عرفنا أن كنيته الأصلية هي الوحش وليس الأسد لأنه يتحدّر من عائلة سليمان الوحش أي جدّ حافظ الأسد الذي كان مقاتلاً شرساً وقد رافق هذا الأسم العائلة المتحدّرة من القرداحة التابعة لمحافظة اللاذقية حتى العشرينيات من القرن الماضي عندما تمّ تغيير إسم العائلة الى “الأسد” والذي كشفت الأيام عن أنه مجرد هرٍّ مخادعٍ.