بحذاء رياضي وبنطال جينز.. كارلو أكوتيس قديساً على مذابح الرب

acutis

في زمن أصبحت الأجيال فيه تتصارع للوصول الى المناصب، وتتسارع الى جمع الأموال وتتفاخر بالماركات العالمية التي تحملها وتلبسها، وفي زمن ابتعدت فيه هذه الأجيال عن الله والصلاة، استعبدتهم مواقع التواصل الاجتماعي  وأدخلتهم العالم الافتراضي المتصنع البعيد عن عالم الله.

دخل الشاب كارلو أكوتيس الإيطالي حياتنا بعد أن خرجت قصته من مواقع التواصل الاجتماعي وجالت كل بلاد الأرض واسمه دخل كل بيت في هذه البلاد. يعتبر كارلو الذي ولد عام 1991وتوفي في 2006 بمرض سرطان الدم (اللوكيميا) من أشهر أبناء جيله، لكن السؤال الذي يطرح ما الذي جعل بهذا الشاب مشهوراً؟

بينما يحاول الكثيرون أن ينشهروا على مواقع التواصل الاجتماعي بطرق أو بأخرى، انتشر اسم القديس كارلوا على كل أرجاء الأرض. هو شاب واكب التكنولوجيا وكان ضليعاً فيها، تعلم لغات برمجة وانشأ مواقع الكترونية لنشر الايمان الكاثوليكي وتعلم الدين بطريقة حديثة حيث أطلق عليه لقب "مؤثّر الله" أي God’s influencer و"الرسول الالكتروني".

ويقول الأب ميشال قنبر في حديث لـ LebTalks: شهرة القديس كارلو لم تأتي من الابتعاد عن الله بل بسبب قربه منه.

ويذكر أن كارلو كان مواظباً على المشاركة في القداس يومياً والسجود أمام القربان المقدس ومساعدة المحتاجين، وحين تمسك به المرض قال كارلو: أريد أن اقدم أوجاعي للرب والكنيسة.

يضيف الاب قنبر: "الصلاة والسجود أمام القربان لا يجعلان من الانسان رجعياً او متخلفاً".

وبعد وفاته عن عمر 15 سنة، اعترفت الفاتيكان باعجوبتين منسوبتين الى القديس الشاب كارلو أكوتيس، الأولى شفاء طفل برازيلي يعاني تشوها نادراً في البنكرياس، والثانية شفاء طالب كوستاريكي أصيب بجروح بليغة اثر حادث.

أمام العالم كله، بحضور والدي كارلو وبمشاركة شبابية لافتة، نشهد والفاتيكان اليوم الاحد 7 أيلول على تقديس الطوباوي الشاب كارلو ببنطاله الـ "جينز" وحزائه الرياضي ليكون أول قديس كاثوليكي من جيل الالفية.

وتعتبر هذه الخطوة الأولى من نوعها خلال ولاية البابا لاوون الرابع عشر بعد أن كانت هذه المراسم مقررة وتأجلت بعد وفاة البابا فرنسيس في 21 نيسان 2025.

وفي هذا السياق وصف الاب قنبر القديس كارلو بالنعمة والالهام، حيث اعتبر ان التقرب من الله والوصول الى ملكوته هي نعمة بحد ذاتها، ويرى بتقديسه شاباً، الهاماً للأجيال عموماً وللجيل الجديد خصوصاً.

وختم الاب قنبر: "القداسة لا تضعنا على هامش الحياة، بل في طليعتها".

وسط ضجيج هذا العالم، يُثبت لنا القديس كارلو أكوتيس أن القداسة ليست حكرًا على الرهبان أو الكبارالسن، بل هي دعوة مفتوحة لكل من يسعى للوصول إلى الله.

لقد صار كارلو، ببنطاله الجينز وروحه الشبابية، علامة رجاءٍ للشباب التائه، ودليلًا على أن التكنولوجيا يمكن أن تكون سلّمًا نحو السماء لا هاويةً نحو الضياع. فلتكن حياته نبراسًا لكل من يبحث عن المعنى الحقيقي، ولتكن صلاته رفيقة درب كل من يختار الله في زمنٍ قلّ فيه الاختيار.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: