ترتفع درجات الحرارة في لبنان يوماً بعد يوم، ونراها تتخطى معدلاتها الموسمية، لتفتتح موسم الحرائق اللبناني.
في المقابل، نرى أن جبهة الجنوب تشتعل، إذ إن إسرائيل تقصف الأراضي الجنوبية يومياً وتستخدم مادة الفوسفور، مضرمةً النار في البساتين وبين المنازل، ومخلّفةً أضراراً هائلة.
حرائق موسمية، وحرائق “فوسفورية” في ظلّ أزمة لبنان الاقتصادية، والحمل الأكبر يقع على كاهل الدفاع المدني.
إثر ذلك، يشير رئيس مركز جبل لبنان الشمالي الإقليمي وخبير في الدفاع المدني شربل المسن، في حديث لموقع “LebTalks” إلى أنه “لا شك في أن حرائق الجنوب تُشكّل عبئاً على جهاز الدفاع المدني، بحيث يومياً يتمّ إرسال عدد من العناصر إلى الجنوب للمساعدة في مهام الإطفاء، نظراً للتصعيد القائم بين إسرائيل وحزب الله، إلّا أن الجهاز لا يزال حتى الآن قادراً على تأمين خدماته”، لافتاً إلى “الخطر الذي تتعرّض له العناصر في الجنوب في ظلّ استهداف القوات الإسرائيلية لهم”.
“بحصة بتسند خابية”، بهذه العبارة وصف مصان المساعدات التي يتلقاها الدفاع المدني، ويقول: “نعتمد حالياً على المساعدات المادية الداخلية أو الخارجية التي تصلنا، إلا أن الهبات بغالبيتها لا تكفي لتغطية احتياجات الـ230 مركز دفاع مدني في لبنان”.
ويضيف: “مستمرون إلى أبعد حدود ممكنة، ولن نتوقف عن ممارسة خدماتنا، وسنعمل بقدر الإمكان بالأجهزة المتوفرة، بالإضافة إلى أن العناصر كافة تتمتع بالاندفاع للخدمة”.
ومن الجنوب إلى موسم الحرارة، يلفت مصان إلى أن “موسم الحرائق لم يبدأ فعلياً بعد إذ إننا لا نزال في بدايته، وفي هذه الفترة يمكن أن نشهد اندلاع حرائق عدة، أبرزها تلك التي تشبّ مثلاً من خلال اشتعال النفايات، أم إثر ارتفاع درجات الحرارة، وخاصّةً أن الأخشاب والأغصان بدأت باليباس، ما يؤدي إلى اشتعالها بسهولة، وامتداد نيرانها”.
ويستطرد: “لا نزال إلى حد الآن نُسيطر على الحرائق كافة”، شاكراً عناصر الدفاع المدني فرداً فرداً.
في خضمّ الأزمات، لا يزال جهاز الدفاع المدني صامداً ومستعداً لتقديم خدماته في المناطق اللبنانية كافة، والاندفاع إلى الخدمة، أساس مثابرة عناصره، وبكل تفانٍ وإخلاص مستمرون على الرغم من الوضع الأمني المتزعزع في الجنوب.