كتب جيلبير متري، صباح الثلثاء 15 أيلول 1992، ودع بطرس خوند زوجته جانيت وغادر منزله في حرج ثابت، فتح باب سيارته من نوع أوبل حمراء التي كان ركنها في الشارع المؤدي إلى جريدة “لو ريفاي” ليل 14 أيلول بعد عودته من القداس الذي أقيم في كنيسة القلب الأقدس – الأشرفية في ذكرى استشهاد رفيق النضال الرئيس بشير الجميل.
وما أن هم بإدارة محركها حتى طوّقه حوالى 8 أشخاص مسلحين وغير ملثمين وحاولوا إخراجه بالقوة من السيارة بعد فتح الباب. لكن بطرس عاجلهم وشهر مسدسه. إبنه البكر فادي على الشرفة. حاول أن يصرخ، ركض إلى الغرفة لإحضار رشاش حربي بهدف ترويع المسلحين وإنقاذ والده. فجأة سمع صوت طلقة رصاص واحدة. هرع إلى الشرفة واكتشف أن المسلحين صعدوا إلى سياراتهم بعدما خطفوا والده وأدخلوه إلى سيارة من نوع فان.
تلك كانت المرة الأخيرة التي تودع فيها جانيت زوجها بطرس على أمل العودة، 32 عاماً مرت على اختفائه، والرفاق يرددون السؤال نفسه: أين بطرس؟.. لا جواب.
32 عاماً مرت على عائلة مفجوعة، حزب مفجوع، ما تبقّى من سياديين في الدولة المخطوفة مفجوعين بغياب بطرس، ومع كل الاتصالات واللقاءات الكاذبة التي تلقتها العائلة، تأكدت ان بطرس نقل الى السجون السورية من دون معرفة مزيد من التفاصيل، ولا تزال تلك العائلة تعيش على بصيص أمل ضئيل بأن بطرس حي وستممكن من رؤيته وضمه يوماً ما.
حاول العديد من السوريين واللبنانيين المتواطئين إبتزاز العائلة مادياً مقابل معلومات كاذبة ومضللة، في حين أن المناط به البحث عن خوند وهي الدولة اللبنانية بكل سلطتها وأجهزتها غير موجودة.
بطرس خوند مثله مثل العديد من اللبنانيين الذين خطفوا الى سجون التعذيب في سوريا ولا يزال مصيرهم مجهولاً بالنسبة الى أهاليهم، وللأسف يبدو أن كل المخطوفين مجهولون بالنسبة الى الدولة اللبنانية.
32 عاماً مرت على اختطاف بطرس خوند، ولكن الشعلة مستمرة والمقاومة مستمرة، ولن يثنيها لا خطف ولا اعتقال ولا تعذيب ولا أي نوع من أنواع الترهيب التي يمارسها الممانعون وبعض أركان السلطة عليها، عن السعي الدؤوب لتحرير لبنان المخطوف من أيدي الممانعين، وتأمين الحق للبنانيين الأحرار بعيشة كريمة لائقة، بدولة قانون ومؤسسات تحمي شعبها.