"في تقديم أو ما في تقديم؟" سؤال يتكرّر كلّ عام، ويعود معه ملفّ شهادة الـ Brevetإلى الواجهة، محمّلاً بالقلق والترقّب.
تلاميذ، أهالٍ، وأساتذة في دوّامة انتظار، وسط غموض يلفّ مصير الامتحانات الرسميّة، وعدم وضوح ما إذا كانت ستُجرى أم لا.
ومع انتشار فيديو لوزيرة التربية والتعليم العالي ريما كرامي، تُوبّخ فيه أحد الأساتذة الذين سألوها عن مصير الامتحانات، عاد هذا الملفّ إلى الواجهة بقوّة. وقد ردّت الوزيرة بنبرة عالية، قائلةً: "شو بيهمكُن إذا في امتحانات أو لأ؟ المنهاج طُلعِت، شو بدكن تدرّسوا موجود. بالوزارة في دراسة كبيرة ومعمّقة نقوم بها".
بالفيديو: "#البريفيه" تُغضب #كرامي..#وزيرة_التربية #وزارة_التربية #ريما_كرامي #لبنان pic.twitter.com/v7M2M66dda
— LebTalks (@LebTalks) December 6, 2025
أشعل هذا الفيديو موجة واسعة من الجدل في الأوساط التربوية وبين التلاميذ، وأعاد طرح الأسئلة نفسها: هل تلاميذ الصفّ التاسع مستعدّون للامتحانات الرسمية؟ هل البرامج الدراسية وُضعت بوضوح؟ وهل ستُخفَّف بعض الموادّ كما في السنوات السابقة؟
وفي هذا السياق، تُشير مديرة مدرسة جوزيف حرب الرسمية - المعمريّة، كريستيان حليحل، في حديث خاصّ إلى موقع "LebTalks"، إلى أنّ "الصورة لا تزال ضبابيّة تماماً فيما يتعلّق بمصير الامتحانات الرسميّة". وتقول إنّ "الجهة المعنيّة نفسها لم تحسم القرار بعد، ما يضع الإدارات والأساتذة والتلاميذ أمام حالة انتظار".
وتوضح حليحل أنّ المناهج المُخفّفة لم تُعلَن بعد بوضوح، رغم أنّها طُرحت خلال اجتماع عُقد السبت الماضي بالتزامن مع انتشار الفيديو المتداول. وتضيف: "سأل الأساتذة خلال دورة دار المعلّمين عن المناهج المُخفّفة، لكن حين لا يُحسَم مصير الامتحانات، كيف يمكن تحديد ما إذا كان هناك تخفيف أم لا؟"
كما تؤكّد أنّ "الإدارات المدرسيّة لا تملك أي معلومة رسميّة حول ما يجب تدريسه أو آلية الامتحان في حال تقرّر إجراؤه"، مضيفةً: "لا نعرف إذا كانت الامتحانات ستُجرى، وإن أُجرِيَتْ لا نعرف طبيعتها ولا شكل الأسئلة. القرار غير موجود بعد".
وبحسب حليحل، فإنّ المؤشرات التي تلمسها من كلام الوزيرة توحي بأنّ إجراء الامتحانات ليس مضموناً، لاسيّما مع الحديث المتكرّر عن الكلفة المالية المرتفعة التي تصل إلى ملايين الدولارات وعدم توافر التمويل اللازم لتغطيتها. وتختم قائلةً: "من الصعب توقّع حصول الامتحانات في ظلّ هذا الواقع، فحتى الآن لا يوجد ما يدلّ على أنّ الظروف اللوجستية والمالية جاهزة".
في ظلّ غياب أي رؤية واضحة، وتناقض المواقف، وارتباك التصريحات، يقف التلاميذ والأهالي أمام عام دراسي مفتوح على الاحتمالات. فالأسئلة التي انفجرت بعد فيديو الوزيرة لا تزال بلا إجابات.
وإلى أن يصدر موقف رسميّ حاسم، سيبقى مصير امتحانات الـBrevet مُعلّقاً.. فيما الوقت يمرّ، والمدارس تعمل بلا توجيهات، والتلاميذ يواجهون تبعات فوضى تربويّة تتكرّر عاماً بعد عام.