بعد عامين: موجة فرح فلسطينية.. و"عيون العالم" على التنفيذ

Palestine

يشكّل مشهد تسليم وتسلم الأسرى بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي محطة مفصلية في مسار الصراع القائم منذ عقود، إذ يترجم مرحلة جديدة من التفاهمات السياسية التي جرى التوصل إليها بعد مفاوضات مكثفة برعاية إقليمية ودولية.

ويأتي هذا الحدث في ظل واقع إنساني وأمني معقّد، وفي لحظة تُختبر فيها جدية الأطراف في الالتزام بالاتفاقات وبناء الثقة المتبادلة تمهيداً لمرحلة أكثر استقراراً.

وفي هذا السياق، أشار الصحافي صبحي أبو زيد في حديث لموقع LebTalks إلى أن "أجواء تسليم الأسرى في كافة المناطق الفلسطينية كانت مليئة بالفرح والسعادة بهذه اللحظة التاريخية إذ امتزجت هذه اللحظات قليلًا بالحزن على أرواح الضحايا الذين سقطوا خلال هذه الحرب التي استمرت عامين من الإبادة والقتل والتشريد والنزوح، وكذلك على ما بقي في سجون إسرائيل".

وأشار إلى أن "خروج أي أسير من السجون الإسرائيلية هو انتصار، بغض النظر عن الثمن الباهظ الذي دفعه الشعب الفلسطيني، فكانت الفرحة عامة لأهالي الأسرى وكافة أطياف الشعب الفلسطيني، حيث احتشدت حشود كبيرة من المواطنين في انتظار الأسرى المفرج عنهم، والذين بلغ عددهم 1996 أسيراً، موزعين على كافة المناطق الفلسطينية، مع نصيب أكبر لقطاع غزة، حيث خرج 1370 أسيراً ممن اعتقلوا خلال الحرب في 7 تشرين".

وتابع: "جاء هذا الإفراج ضمن اتفاق تم توقيعه في مدينة شرم الشيخ المصرية، ضمن خطة ترامب التي وافقت عليها حركة حماس وإسرائيل قبل أسابيع، وتلقى المواطنون في قطاع غزة خبر وقف إطلاق النار وصفقة التبادل بفرحة عارمة عمت كافة مناطق القطاع، وسط إطلاق نار في الهواء ابتهاجاً بهذا الاتفاق الذي أوقف شلال الدم المستمر منذ عامين، تعرض فيه الشعب الفلسطيني في غزة للإبادة بكافة الوسائل المحرمة دولياً  من دون أي رادع أو موقف من المجتمع الدولي".

ولفت أبو زيد إلى أن "الفرحة كانت كبيرة بحجم ما تعرض له الشعب الفلسطيني من ظلم، وسقوط ضحايا بلغ عددهم 77 ألفاً بين شهيد ومفقود، وتجاوز عدد الإصابات 200 ألف جريح، ناهيك عن الدمار الكامل الذي قدرته الجهات المختصة في القطاع، إذ تجاوزت مساحة الدمار 90% من مساحة القطاع بين تدمير كلي وجزئي".

أضاف: "انتهت الحرب اليوم، وتم توقيع اتفاق السلام في مدينة شرم الشيخ بين الولايات المتحدة الأميركية والدول الوسيطة قطر ومصر وتركيا، وكان عنوانه الرئيسي وقف الحرب، وإطلاق سراح المحتجزين والأسرى الفلسطينيين، وإدخال المساعدات، فالتفاؤل والأمل بمستقبل أفضل في المنطقة كان سيد الموقف، خاصة بعد نجاح المرحلة الأولى من خطة ترامب التي حظيت بموافقة أطراف الحرب وتأييد دولي كبير من قبل الدول الأوروبية والإسلامية، على نهج اتفاق وقف الحرب على لبنان العام الماضي".

وأكدت مصادر فلسطينية لموقع LebTalks أن عملية التسليم والتسلّم جرت بشكل منظم وتحت إشراف أمني وإداري مشترك، حيث تم تنسيق الإجراءات بدقة لتفادي أي توتر ميداني أو خروقات محتملة، ما ساهم في إنجاح العملية ضمن أجواء هادئة ومنضبطة.

وبينما يُعد هذا التسليم خطوة أساسية نحو تهدئة ميدانية، يبقى مستقبل المنطقة مرتبطاً بمدى قدرة الأطراف على الحفاظ على مسار الحوار وتطبيق بنود الاتفاق بالكامل.

فالتجارب السابقة أظهرت أن أي خرق أو تأخير قد يعيد الأمور إلى نقطة الصفر، ما يجعل المرحلة المقبلة اختباراً حقيقياً لإرادة السلام والاستقرار في المنطقة.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: