Search
Close this search box.

بعض المحطات ذات الدلالة من “عشق” نصرالله لـ”ثقافة الحياة”

guerree

كثيرة هي حالات النكران والجهل والتجاهل لما يحيط وطننا ومجتمعاتنا وقيمها وثوابتها من سقطات واسقاطات ومخاطر كيانية وجودية ثقافية حضارية مما يجعل المتربصين بالوطن الرسالة وواحة الثقافة مغالين متمادين في غيّهم بتنفيذ مشاريعهم المعلن عنها في الأدبيات والخطابات والمبطن منها في الخطط والمؤامرات.

كثيرة ايضاً المرّات والمحطات وخطابات المتمادين وعلى رأسهم حزب الله وأمينه العام حسن نصرالله التي تحفّز الناكرين الجاهلين المتجاهلين على الاستفاقة وعياً للأحداث وفهما للحديث “الحديث” او القديم.

من محفزّات انعاش الذاكرة هو في ما قاله نصرالله تاريخ 11 تموز 2024 عن فهمه واعتناقه وحزبه ومحوره لـ”ثقافة الحياة” ما أثار استغراب المحازبين والمؤيدين والممانعين قبل الأعداء الخارجيين والخصوم الشركاء المعارضين المعترضين على ثقافة الحزب التي لطالما تكشّفت وتظهّرت وطُبقّت في أوجهها كافة.

نبدأ من مصادفة حديث نصرالله مع الذكرى الثامنة عشر لحرب 12 تموز 2006 الذي اعتبرها نصرالله في كلمته في 11 تموز 2024 تعبيراً “صادقاً” عن ثقافة الحياة: “اليوم نحن على بوابة ذكرى حرب تموز 12 تموز 2006، نحن من خلال المقاومة ننتمي إلى هذه ‏المدرسة التي تكلمنا عنها، إلى هذه الثقافة، ثقافة الحياة الحقيقيّة التي نرى أن المقاومة فيها تصنع الحياة وأنّ ‏الشهادة فيها تصنع الحياة”.

لقد حفّزنا نصرالله في مقاربته هذه على تذكر آلاف الضحايا من قتلى وجرحى ومليارات الخسائر ودمار آلاف الأبنية واتلاف آلاف الهكتارات من المزروعات والمحاصيل وكيف ان “المدرسة” التي تنتمي إليها المقاومة تحملّت مسؤولية الخسائر الواقعة من “موت” و”دمار” لتسبّبها بهذه الحرب وذلك على لسان نصرالله نفسه الذي قال في 27 آب 2006: “تسألينني لو كنت 11 تموز تحتمل ولو واحد بالمئة ان عملية الأسر بتوصّل لحرب كالتي حصلت بتروح بتعمل عملية أسر بقلّك لأ قطعاً لأ..لأسباب انسانية واخلاقية واجتماعية وامنيّة وعسكرية وسياسية .لا انا بقبل لا حزب الله بيقبل ولا الأسرى لبسجون الاسرائيلية بيقبلوا ولا أهالي الاسرى بيقبلوا”. ليدينه نائبه الشيخ نعيم قاسم وتحديداً في 12 شباط 2016 بالتسبب وعن عمد وسابق ترصّد بما وقع من “موت ودمار” جرّاء عملية “الأسر”: “ان الحزب كان لديه تصوراً عن حرب تموز 2006 وكنا نتوقع السيناريو”.

وطبعا لا تختلف “ثقافة الحزب” في الاسناد الحالية المعروفة نتائجها في “الموت والدمار” عن “ثقافة تموز” التي عبّر عنها نصرالله ذات الثالث من تموز من العام 1991 في صحيفة السفير كاشفاً: “الدنيا في فكر الحزب فانية نحن قوم ننمو ونكبر في الدمار”.

كما حفّزنا نصرالله بحديثه عن “ثقافة الموت” على تذكّر ما قاله في 16 كانون الاول 2012: “بيننا وبين القاعدة لا علاقة، هم يعادوننا، يصطفلوا”. ليكمل من موقع “الناصح الغيور” على مصلحة “القاعدة”- التي لا يعاديها- بقوله “اوجه نداءً الى القاعدة بعض الحكومات في العالم الإسلامي والغربي نصبت كميناً لكم في سوريا، وفتحت لكم ساحة في سوريا تأتون إليها حتى يقتل بعضكم بعضاً، وأنتم وقعتم في هذا الكمين، ولو فرضنا أن هذه الجماعات استطاعت أن تحقق انجازاً، فهي أول من سيدفع الثمن في سورية كما دفعته في دول اخرى”.

علما ان نصرالله عاد وقال في 29 تموز 2016: “ثقافة المملكة العربية السعودية، هي ثقافة “داعش” و”النصرة” و”القاعدة”، وهي ثقافة القتل والذبح و المجازر”، ليعود الحزب لاحقاً وتحديداً في 2 ايلول 2017 ويناشد في بيان رسمي “المجتمع الدولي” “حماية” قوافل الدواعش – المهرّبين إثر معركة الجرود بكامل أسلحتهم في باصات مدارس المهدي المكيفة التابعة للحزب- من القصف الأميركي. وذلك إثر صفقة أبرمها الحزب ونظام الأسد من جهة وداعش من جهة أخرى قضى بانتقالهم من مناطق لبنانية لأخرى داخل سوريا لمتابعة ممارسة التنظيم المذكور لـ”ثقافة الموت والذبح والمجازر” التي ذكرها نصرالله.

طبعاً لسنا بوارد فتح السجل الأحمر – الأسود الطويل للحزب في ممارسته التطبيقية لـ”ثقافة الحياة” منذ النشأة وصولاً الى اليوم من حروب داخلية وتصفيات للسياسيين والمثقفين والصحافيين واستهدافات للفن والفنانين والمطاعم والملاهي وتعطيل للمهرجانات والحفلات انطلاقاً من عقيدة “منفتحة” “متسامحة” عبّر عنها الأمين العام شخصياً بالصوت والصورة في مقابَلتَين لتكونا دستوراً وجب على محازبيه التطبيق وعلى شركائه في الوطن الاضطلاع للاقتناع بضرورة وقف الانصياع.

في شرح نصرالله لـ”ثقافة الموت” لـ”الانسان الغربي” يقول حرفياً في مقابلة مصوّرة:
“هذه المعاني تجعل الإنسان يُقاتل أو يركب، كما قلت، شاحنة ويدخل ليفجّر نفسه ويستشهد. يدخل مطمئن القلب مبتسماً سعيداً لأنه سينتقل. الموت في عقيدتنا ليس فناء وليس نهاية شيء وإنما هو بداية حياة حقيقية، وأفضل تشبيه للإنسان الغربي حتى يفهم هذه الحقيقة تماماً كما لو كان هذا الشخص في داخل حمام السونا وبعد ساعات عديدة، وعطشاناً جداً ومتعباً جداً، “مشوّب” على درجة عالية من الإنفعال بالحرارة، وقيل له إذا فتحت الباب ستدخل إلى غرفة ناعمة وهادئة. الكوكتيل ينتظرك والكلمة الطيبة والموسيقى الكلاسيكية. سيفتح الباب ويدخل بكل سعادة. لا يشعر أن ما تركه غالٍ، بل يشعر أن ما هو قادم عليه أغلى بكثير. لا أستطيع أن أجد مثالاً آخر الآن لأوضح هذه الفكرة لإنسان غربي”..

عن ثقافة الحياة كما يراها السيّد وحزبه ومسؤولوه وفي محاضرة لأمين عام الحزب- قبل استلامه “الأمانة”- بالصوت والصورة يُسأل: “يقال ان الاستماع للأغاني الثورية غير حرام؟”

يرد نصرالله: “الاستماع الى الأغاني حرام لأن الأغاني هي جزء من حالة تمييع الأمة، تمييع الأمة، الله مخطّط لمجمتع مش مائع هؤلاء تبع الديسكو وتبع جون ترافولتا وما بعرف شو بعد شوي بتشوفو مخلوَع يعني تسريحة شعرو ومشيتو لبسو ومشيتو بالشارع وقعدتو وأكلو وحكيو يتأثّر كلّو . هذه الحالة تؤدي الى الميوعة فالله سبحانه وتعالى حرّم الغناء من أجل أن يحفظ شخصية متزّنة للإنسان شخصية معقولة للإنسان.

هلق نعم في نوع من الأناشيد الثورية فيها حلال لأنها لا تميّع الانسان لكن هناك نوعين من الأناشيد الثورية مرّة بتجيب انت شو أسمو هيدا الشيخ إمام .. جابوه بالزمان وقتها جابوه مثلاً وإجا جايب معو عود وقام يدق لشو للمقاومة الوطنية في الجنوب!

طيّب شو الفرق بين هالغنيّة وأي غنيّة تانية… كل ما هنالك بدل ما يقول مثلاً: “يحكي مع الحبيب بيحكي مع الجنوب ما في فرق بس من حيث الأسلوب والصياغة والروحيّة واحدة! هذا حرام. يعني ما بتصرش الغنيّة ثوريّة انو يصير فيها الله ومحمد واسلام ومقاومة وجنوب واسرائيل، ما بتصرش أغنيّة”.

حتى الأشرطة المتداولة يعني بعض الأخوة بتحط الشريط هيدا شو؟ بقلّك هيدا إيراني حلال مين قلّك حلال؟ ومن قال إن كل شريط إيراني حلال؟ ما أصلاً في بإيران متل ما في بلبنان يعني في أربعة خمسة بجيبوا آلات موسيقية ويعملوا اناشيد ويعملوا كاسيت وببيعوا بالسوق بايرن، فليس شرطاً ان يكون كل نشيد إيراني حلال!

طيّب حتى لو كان حلال انت بالحقيقة عم تتسمّع عالموسيقى ما عم تتسمّع على الشخص لأنّوا إذا جبت النشيد الإيراني وانا قلتلّك ترجملي ياه… ولا كلمة بتعرف تترجم… إلا إذا مارقتلها شي كلمة بالأصل هي عربيّة!

على هذا الأساس ما هو متداول من الأناشيد يبقى ينطبق عليها قاعدة واحدة: “لو أجتنا نشيدة او أغنية فيها الله ومحمد وإسلام وجنوب ولكن وجدناها كالمتداول عند أهل الفسق والفجور وتوجب الطرب فهي حرام فالمقياس هو أي اغنية مع غضّ النظر عن مضمونها الثقافي والفكري والسياسي، الأغنية التي توجب الطرب وتكون روحها متعارفاً عند اهل الفسق فهي حرام”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: