في قرى جزين أملاك مسيحية تحوّلت الى مستودعات أسلحة لـ" الحزب"!

WhatsApp Image 2025-10-10 at 15.04.45_d503e410

لطالما تمّيزت قرى قضاء جزين بجمالها الطبيعي ومناظرها الخلابة وغابات الصنوبر والسنديان والصفصاف، الى جانب جذبها الكبير للسيّاح، لكن تلك المشاهد لم تعد عنوانها الاول بعد دخولها الخطوط الساخنة، جرّاء الحرب بين حزب الله وإسرائيل، فدفعت كغيرها من القرى والمدن اللبنانية فاتورة الحرب، التي فرضت عليها فتحمّلت تبعاتها وتداعياتها بعد تعرّض بعضها للقصف والخراب، كما برزت مشكلة كبيرة يصعب حلّها إثر مصادرة حزب الله لمشاعات وأملاك خاصة، يملكها مسيحيون يُمنعون من إستثمارها كمناطق زراعية، ويقتصر دخولهم بإذن من "الحزب" ولفترة زمنية محدّدة بعد سلسلة من الاسئلة، وفق ما أشار بعض الاهالي خلال جولة لموقع LebTalks على بعض قرى جزين منها روم  وقيتولي وجزين المركز وبكاسين وكفرحونة، اما اللائحة فتطول لتضم جبل الريحان وكفرفالوس ولبعه ومشموشة ومجيدل، وبصليّا وبتدين اللقش وسنيّه وصفاريه وصيدون، وحيداب وكرخا ولبعه وجباع ومجيدل وغيرها من البلدات، التي يعاني بعضها من المشكلة التي ذكرناها، لانّ حزب الله يسيطر على بعض اراضيها منذ سنوات ومن دون أذونات من مالكيها من ضمنهم الشيعة ايضاً، تحت عنوان "المقاومة ضد إسرائيل"، فيما الحقيقة تشير الى انّ تلك الاراضي تحوّلت الى مراكز حزبية او مواقع للتدريب العسكري او مستودعات للسلاح وبعضها الى خنادق!

إستيلاء على دير المزيرعة في كفرحونة

الى ذلك أفاد بعض أهالي بلدة كفرحونة لموقعنا، بأنّ بعض الاراضي اصبحت محظورة على مالكيها لأسباب أمنية، تخص سلامة عناصر حزب الله كما يقولون هؤلاء للمالكين، وسألوا: "ماذا لو اراد احدهنا إقامة مشروع في ارضه التي تحولت الى مركز عسكري؟".

ولفتوا الى إستيلاء "الحزب" على دير المزيرعة العائد لطائفة الروم  الكاثوليك  في كفرحونة، والذي تحوّل محيطه الى مركز تدريب عسكري مع مستودع للاسلحة، الامر المرفوض بقوة من قبل الاهالي الذين باتت حياتهم في خطر، فدخلت الوساطات على الخط لكنها لم تصل الى نتيجة.

في غضون ذلك أبدى الاهالي خوفهم من حرب مرتقبة أكثر خطورة من التي سبقتها، من ناحية سقوط الضحايا  والدمار والخراب جرّاء معارك عبثية، سار مَن فرضها على دروب التفاوض مع إسرائيل، فيما ما زال حزب الله يكابر رافضاً تصديق الواقع، فلماذا هذا الانتشار في قرى مسيحية بعيدة عن خطوط المواجهة المحتملة مع الاسرائيليين؟، معتبرين انّ اسباباً اخرى وراء كل هذا الانتشار!

في كفروة مساحات مُصادرة للرهبنة الانطونية

المشهد عينه في وادي كفروة، حيث تمّت مصادرة مساحات شاسعة عائدة للرهبنة الانطونية تحوّلت الى مستودعات اسلحة، اما الوضع الاكثر خطورة فيسجّل في جبل طورا حيث يُمنع الدخول منعاً قاطعاً، بسبب وجود مطار للمسيّرات ومراكز تدريب، ومواقع عسكرية وإنتشار للحزب على مشاعات للدولة، وأحراج وأودية في قرى جنسنايا والحسانية ووادي الليمون وتلة برتي والسفنتي وصولاً الى مزرعة كفرا، كذلك في الصوّان والرمانة واللويزة ومزرعة الزغرين وبركة جبور.

هذه الصور غير المطمئنة اقلقت الاهالي من عملية تهجير واسعة من قرى قضاء جزين، حيث غادر بعض القاطنين الى المناطق الآمنة وبعضهم هاجر ولم يعد، واليوم تنتشر روايات عدة وضعت قاطني تلك المناطق في أجواء قاتمة، خصوصاً بعد بيع المسيحيين نسبة كبيرة من اراضيهم بحجة العوز، جرّاء تدهور الاوضاع الاقتصادية والمالية، وعمليات البيع هذه مستمرة بقوة، على الرغم من الدعوات الى ضرورة  الحدّ منها.

خنادق ودهاليز وحياة ترف

في السياق أشار بعض الاهالي الى وجود خنادق أيضاً ضمن مساحة عشرات الكيلومترات، مع مداخل ومخارج الى بلدتي سفتني والبرَيج،  كانت قد تعرضت للقصف الاسرائيلي اكثر من مرة. كما افادنا احد المرتدين من حزب الله بأنّ تلك الخنادق تحوي حياة ترف، حيث يتواجد كل ما يحتاجه الانسان من حاجات لمدة سنتين، حتى انّ بعض الدهاليز تشبه القصور الفخمة، ولفت الى انّ الخنادق تبدأ من اعالي قرى الزهراني الملاصقة لجزين، وتمتد الى حافة جزين الملاصقة لقضاء النبطية والبقاع الغربي.

وعن مدى حصول صدامات بين عناصر الحزب واصحاب الاملاك، نفى الاهالي ذلك وقالوا: "هم يسمحون بتفقد الأملاك  لكن لفترة محدّدة، مع الإشارة الى انّ المصادرة تمّت بعلم الدولة"، واشاروا الى وجود ضباط ايرانيين في بعض القرى، مما يعني تفاقم الهواجس من تعرّضهم للخطر، بالتزامن مع تعزيز مراكز حزب الله في مناطق جبل الريحان وجبل صافي ما دفع اكثرية الاهالي هناك الى الرحيل.

وشدّدوا من ناحية اخرى على عدم بيع اراضي المسيحيين لأسباب مادية، وطالبوا المسيحيين الاغنياء او المغتربين بمنع هذه العملية من خلال شرائهم تلك الاراضي لمنع التغيير الديموغرافي، لكن للاسف لم  تتم تلبية هذه المطالب.

في إنتظار سيطرة الدولة على الدويلة

إنطلاقاً من كل ما ذكرناه نسأل: "اي منطق يفرض الهيمنة على اراضي الغير تحت هذه العناوين وحجة "السبب الامني"؟، ومَن سمح لهم القيام بذلك؟، او أعطاهم التفويض لمصادرة الاملاك الخاصة؟!

هذا الواقع المرير الذي لا يحترم القانون بفضل السلاح، يشير الى الاستقواء على الداخل، على الرغم من انّ اسبابه لم تعد تنفع لانها سقطت عملياً، وأطلقت العنان للهواجس من تغيير ديموغرافي مرتقب، لانّ الحضور المسيحي يتضاءل شيئاً فشيئاً في المنطقة، والمطلوب سيطرة الدولة على كامل اراضيها منعاً لهيمنة الدويلة بهذه الطريقة، وعودة القضاء إلى ممارسة دوره  في حماية حقوق الناس ومقاضاة كلّ معتد على الأملاك الخاصة والعامة، بالتزامن مع فرض خطة السلاح وحصريته بيد الدولة فقط وتنفيذ القرارت الدولية.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: