في معلومات خاصة لLebTalks، أن الاتصال الهاتفي الذي حصلَ بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في الساعات الماضية سادته أجواء متوتّرة جداً، وأن هذا الاتصال لم يكن اتصالاً ديبلوماسياً إذ تضمّنَ تعبير ولي العهد عن استيائه من تهديدات صدرت في الساعات الأخيرة الماضية عن "جماعات إيران" في العراق حول نيّتها استهداف المملكة العربية السعودية، تلك الميليشيات التي أعلنت تضامنها مع الحوثيين في مهاجمتهم الرياض على خلفية تجفيف منابع تمويلهم.
وأضافت المعلومات أن تلك الميليشيات أعلنت نيتها معاودة استهداف الأراضي السعودية انطلاقاً من تضامنها مع الحوثيين الذين يتّهمون الرياض بالمساهمة المباشرة في تطويقهم مالياً وخنق سبل استمراريتهم.
والمعلوم أن طهران، وغداة عملية "طوفان الأقصى"، أقدمت على تعزيز علاقاتها مع ميليشياتها في المنطقة ولا سيما في اليمن والعراق حيث افتتحَ الحشد الشعبي مكاتب عدة للحوثيين، كما تمَّ استقدام مرتزقة تحت مسمّى "الخبراء والمستشارين " الى اليمن لتعزيز عمليات القرصنة البحرية دعماً للحوثيين، وذلك بهدف زيادة حال عدم الاستقرار الإقليمي وزعزعة أمن الدول العربية وبخاصة الخليجية.
الاتصال الهاتفي بين المسؤولَين لم يتطرّق الى العلاقات الثنائية بين المملكة والعراق بل تضمن تحذيراً سعودياً واضحاً للسلطات العراقية بلجم الميليشيات الإيرانية المتواجدة على أرض العراق ووقف تهديداتها ضد المملكة أو قطع العلاقات السعودية- العراقية.
إنه تحذيرٌ سعوديٌ واضحٌ يعبّرُ عن حزمٍ سعوديٍ تجاه كل مصادر تهديد أمن المملكة والمنطقة وسلامتهما، فهذا الموقف الصارم من الرياض يؤشر الى مواقف سعودية تصاعدية مبنيّة على مواجهة التحديات والتهديدات الميليشياوية لإيران أينما وجدت في المنطقة، وبمواقف قد تصل الى حدّ قطع العلاقات مع الدول العربية التي تأوي تهديدات وكلاء ايران لأمنها القومي واستقرارها.
ويبقى السؤال عن هذه الإزدواجية بين علاقات تطبيع بين الرياض وطهران لا بل تنظيم خلاف وتبادل سفراء، وبين توجّه الرياض لحكومات معروف خضوعها واستسلامها لميليشيات إيران أو معروف عجزها عن ضبط تلك الميليشيات كما في العراق أو اليمن ولبنان، وعليه الحري بالأشقاء في المملكة التوجه مباشرة لمساءلة إيران ونظام الملالي عن "عربدات" وعبث ميليشياتها في المنطقة .
وفي رأي المراقبين أن التطبيع السعودي- الإيراني لا يمنع طهران من الاستمرار في زرع الفتن وضرب استقرار الدول، وبخاصة المملكة ودول الخليج، لأن "ديدن" السياسات الإيرانية الخارجية في الإقليم مبني على زرع الفوضى والاستثمار الدائم في النزاعات، وبالتالي فإن التطبيع السعودي- الايراني ليس سوى من باب تنظيم الخلاف الى أطول أمدٍ ممكنٍ وليس ابداً من باب المصالحة.