بين الدولة الواحدة وحل الدولتين.. الحرب تنتهي وتسوية مرتقبة!

7all

لم تعد غزة مجرد ساحة صراع متكرّر، بل أصبحت اليوم نقطة الانطلاق الحقيقية لإعادة رسم خرائط السلطة والنفوذ في الشرق الأوسط. ما يحدث الآن ليس مجرد تهدئة عابرة، بل بداية لعبة استراتيجية طويلة الأمد، حيث تُخطّط خطوات السلام بحذر، خطوة بخطوة، لتعيد تشكيل الواقع السياسي على الأرض. المنطقة كلها تترقب، كل حركة، كل اتفاق، وكل تفصيل صغير قد يكون مفتاحاً لتحوّل تاريخي أو شرارة صراع جديد.

في هذه المعادلة المعقدة، يسعى كل طرف لموازنة مصالحه، الأمن الإسرائيلي من جهة، وطموحات الفلسطينيين من جهة أخرى، بينما تتشابك القوى الإقليمية والدولية في شبكة نفوذ معقدة، يحاول كل لاعب فيها أن يؤمّن مستقبله ويثبت موقعه في خريطة القوة.

في هذا السياق، أشار مصدر سياسي لموقع LebTalks إلى أنّ "يمكننا أن نقول إنّ الحرب انتهت في غزة، على الأقل للعشرين سنة المقبلة، وحتى في المنطقة كلها. وكل تركيز الرئيس ترامب ليس لإنهاء الحرب لمدة ثلاث سنوات فقط أي في عهده، بل لأنه يبني شبكة سلام وشبكة أمان لعشرين وثلاثين سنة إلى الأمام. فاتفاق غزة يسير على ما رُسم، والمستقبل البعيد ليس مجهولًا، ولكن الحديث عن المستقبل البعيد لا يزال سابقًا لأوانه، وأعتقد أنّه من الآن وحتى ذلك المستقبل سيكون هناك حلٌّ للقضية الفلسطينية، وحلٌ لدولتين".

وتابع: "في النهاية، لا يوجد حلّ إلا من خلال حل الدولتين، أو حل الدولة الواحدة، بمعنى دولة إسرائيل تضمّ شكلًا من اللامركزية السياسية للفلسطينيين في الضفة والقطاع. لكن الموضوع ليس نهائيًا ولا يزال قيد النقاش".

وعن اهتمام ترامب بـ"نزع سلاح حماس"، قال المصدر إنّ "اهتمامه تركز على نزع سلاح حماس، لأنّ هذا السلاح يشكل تهديدًا مباشرًا لإسرائيل، ومن الطبيعي أن يكون من أولوياته نزع سلاح حماس. لكن مستقبل القضية الفلسطينية سيُبنى خطوة بخطوة، بدءًا من غزة الآن، ليتوسع إلى الضفة وإلى عرب 48، وسيكون هناك نوع من التسوية، ولكن ليس في الحاضر".

ولفت إلى أنّ "وقف إطلاق النار النهائي ولن يكون هناك حروب في المنطقة، لكن هناك حربًا أو حربين قد تحدثان، الأولى هي الحرب الإسرائيلية التي بدأت بتصعيد عسكري كبير في الجنوب، والتي ضربت فيها جنوب الليطاني، وهناك أيضًا إيران، قد تلحقها ضربة إسرائيلية إلا إذا التقطت أنفاسها في اللحظة الأخيرة وتجنبت الضربة الأميركية الجديدة عليها".

وشدّد المصدر على أنّ "خرق أي اتفاق وارد، ليس في غزة فقط بل في العالم أجمع، ولكن حتى الآن تشير المعطيات إلى أنّ خرق اتفاق غزة لن يكون في المستقبل القريب، خصوصًا وأنّ حماس تعلم الآن حدود وجودها، وأنّ كلّ من كانوا داعمين لها أجبروها على تسليم سلاحها، لهذا فإنّ خرق الاتفاق غير وارد حاليًا، وفي حال حصل سيكون لإسرائيل غطاءً كاملًا عربيًا وإقليميًا ودوليًا للقضاء على ما تبقى".

أضاف في حديث لموقعنا: "المطالبة بحل الدولتين من القادة الأوروبيين أصبحت مطلبًا ثابتًا، وهم يطالبون به لأنهم لا يريدون حروبًا في المنطقة ويسعون لفرض السلام، وكل هذا يتم تحت مظلة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لهذا فإنّ الأوروبيين متقاسمون الأدوار مع الرئيس الأميركي: ترامب يقف إلى جانب مصلحة إسرائيل، والقادة الأوروبيون إلى جانب مصلحة الفلسطينيين. وفي الحالتين فإن النتيجة واحدة، إحلال السلام والازدهار في المنطقة والخروج من منطق الحروب، وقطع يد أذرع إيران تمهيدًا لضرب إيران إذا قضى الأمر خلال شهر أو شهرين، للقضاء على قدراتها لأن تكون لاعبًا كبيرًا في المنطقة. وهي لم تعد كذلك خصوصًا بعد خسارة أذرعها كلها؛ ولم يتبقَّ لها سوى حزب الله كذراع شبه متماسك، وهو ما يُحارب من خلاله".

المستقبل في المنطقة لا يُحسم بالتصريحات وحدها، بل بالمواقف والتوازنات الدقيقة على الأرض، غزة اليوم ليست سوى البداية، ومصير الشرق الأوسط سيُكتب في الأشهر والسنوات المقبلة، إمّا ولادة مرحلة جديدة من الاستقرار والسلام، حيث تتقاطع المصالح وتُحلّ النزاعات، أو دوامة صراع أعنف قد تعيد رسم كل المعادلات.

كل لحظة الآن تحمل في طياتها احتمالاً لتاريخ جديد، وفرصة لتغيير المسار، أو تحذيراً من الانزلاق نحو فوضى لن تنتهي بسهولة.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: