Search
Close this search box.

بين اللهاث وراء “الترند” الإعلامي وتسويق نموذج المغتصب

ساهم السباق بين إعلاميين يبحثون عن زيادة شهرتهم من خلال اختيار بعض الشخصيات الغريبة في المجتمع ، في الترويج الإعلامي لما يسمى ظاهرة أو “ترند” على مواقع التواصل الإجتماعي.

ومن أول ضحايا هذا البحث عن الشهرة، كان الأطفال الذين تعرضوا وربما الذين يتعرضون اليوم، لأبشع عمليات الإستغلال الجنسي والإبتزاز والتهديد بالفضيحة، وخصوصاً الذين وقعوا في قبضة أشخاص باتوا وراء القضبان اليوم في فضيحة “الإعتداء الجنسي على أطفال”.

فقد ساهم حلول هؤلاء المجرمين كضيوف في بعض البرامج التلفزيونية، التي تلهث وراء الratings فقط لا غير،  في زيادة نفوذ  وتأثير  “التيكتوكرز” على مجتمع الشباب في لبنان.

وإذ يكتفي أي إعلامي بأن يطرح مواضيع سجاليّة لاجتذاب المشاهدين وزيادة نسبة مشاهدة برنامجه، فهو يساهم ومن دون أن يدرك، بتعزيز سطوة ونفوذ بعض المنحرفين الذين ينقلون أفكارهم الشاذة إلى الآلاف من المشاهدين، ويستغلون إطلالاتهم و”قصر نظر” مضيفيهم، من أجل توسيع شبكتهم والظهور بمظهر  المشاهير والكبار الذين يبحث عنهم الإعلام ويتابع أخبارهم ولو كانت “غريبة”، مع العلم أنها واضحة ومثيرة للشكوك سواء في محيطهم أو في حديثهم وردود فعلهم على بعض الأسئلة المطروحة.

أكثر من برنامج تلفزيوني قد قدم خدمةً مجانية لكل من كانوا يديرون عصابة استغلال الأطفال، واستدرجوا ضحاياهم عبر ال”تيك توك” او عبر أطفال آخرين، وأحكموا قبضتهم على المعتدى عليهم من خلال إغرائهم بالمال أو حتى بالظهور الإعلامي لاحقاً كما نجحوا هم نتيجة السباق بين الإعلاميين على طرح العناوين الغريبة وعرض مضمون غير “صحي” ومن دون التدقيق في تداعيات الترويج لنموذج منحرف عبر شكله أولاً وخطابه ثانياً وممارساته المشبوهة التي لم يخفها البعض منهم ثالثاً.

ومن يتحمس اليوم لانتقاد المعنيين المسؤولين عن الأطفال وإهمالهم لما يقومون به ويتعرضون له من تضليل وجرائم، هم أنفسهم من ساهموا ومن خلال طمعهم بتحقيق الشهرة، بنشر مفاهيم خاطئة لدى كل طفل أو قاصر يتابعهم، لأنهم قدموا لهم المجرم والمغتصب في صورة ضيف تلفزيوني، خصوصاً وأن بعض الإعلاميين كان يفخر باستضافة هذه الوجوه في بعض الأحيان.

وقد ساعدت هذه الإطلالات في تحويل هذا النموذج المشبوه إلى شخصية مقبولة طالما أنها تظهر على التلفزيون ، وبالتالي تقديم خدمة مجانية للأشخاص الموقوفين اليوم في فضيحة التيتوكرز، الذين كانوا أكثر ذكاءً ودهاءً من مضيفيهم، واستغلوهم بدورهم فكان أن هؤلاء الإعلاميين باتوا مربوطين بهؤلاء المغتصبين بشكل أو بآخر، فيما البعض الآخر يستغل اليوم تجربة الأطفال الذين يواجهون اليوم تداعيات ما ارتكب بحقهم، رغم إلقاء القبض على بعض أفراد العصابة التي كانت تستغلهم وتهددهم.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: