لطالما كانت بكركي السبّاقة في دعمها الدائم للرئاسة الاولى في لبنان والعكس صحيح، فقصر بعبدا كان بدوره المؤيد لسيّد الصرح البطريركي، ومواقفه الوطنية في ما يخص سيادة لبنان وحريته وإستقلاله، بإستثناء بعض الفتور السياسي الخفي، الذي كان يحدث خلال فترات بسيطة في سنوات سابقة، سرعان ما يزول لانّ القضايا الهامة والمبادئ الاساسية كانت تحظى بالتوافق التام بين الجانبين، وشعار “الصرح والرئاسة اولاً” كان وسيبقى الهدف المشترك بين الموقعين وسيّدهما.
الى ذلك تبدي مصادر الصرح البطريركي تفاؤلاً كبيراً بوصول العماد جوزف عون الى الرئاسة، وتقول لموقع Lebtalks: “لا نخفي بأنّ المخاوف كانت سائدة لدينا من إطالة الفراع الرئاسي أكثر من الفترة التي مرّت، ما كان من شأنه إلحاق الضرر الاكبر بالتوازن الميثاقي وضعف القرار المسيحي، لكن ما جرى مع وصول الرئيس عون الى بعبد أراح اللبنانيين بصورة عامة، والمسيحيين بصورة خاصة، لانه من دون أدنى شك أعاد الزخم الى دور المسيحيين في إستعادة القرار والمشاركة الرئيسية فيه، وبالتالي أعاد الآمال وأزال الاحباط الذي يشعر به المسيحيون كل فترة من جرّاء ما يحصل، لكن على المسيحيين أيضاً ألا يتراجعوا مهما كانت الاسباب، بل يبقون متجذرين وراسخين في لبنان، لانّ وجودهم ثابت ونهائي فيه ولا أحد قادر على زعزعتهم.
ورأت مصادر بكركي بأنّ الرئيس عون “قدها وزيادة” اذ لا شك سيعيد هيبة الدولة وسيكون الحَكم العادل، وسيحافظ على الامن ويطبّق الدستور والقوانين، وسوف يبسط سيادة الدولة على كامل اراضيها، فهو الرجل المناسب لهذا المنصب، وابدت تفاؤلاً بوصول لبنان الى شاطئ الامان معه، خصوصاً انه آت من مؤسسة الجيش التي نجلّ ونحترم، وهو المعروف بنظافة الكف ونزاهته ورفضه للوساطات، اذ قام بدوره وواجبه على أكمل وجه، وكان بعيداً عن التطرّف والطائفية والمذهبية، ورأت أنه سيكون المنقذ للبنان، خصوصاً انه نال التوافق الداخلي الواسع والدعمين العربي والغربي، وكل هذا سيفتح له الدروب على مصراعيها.
وختمت: “لا شك في ان المرحلة المقبلة ستبلور نتيجة الوعود المنتظرة من فخامة الرئيس، هي عديدة وتحتاج للكثير من الوقت كي تتحقق، خصوصاً انه يحمل تركة ثقيلة جداً، والمطلوب ان تقف كل الاطراف السياسية الى جانبه لتطبيق بنود خطابه”.