بين خاتم أورتاغوس ومصافحة طريف.. لا يحق للرئيس ما يحقّ لغيره؟

mwafa2

تحضر في كلّ المناسبات ماكينات مجهّزة هدقها التشويش على الحقيقة. وتتركّز الحملات على التخوين وتوزيع شهادات وطنية، وتنحصر هذه المهمة بفريق واحد من دون سواه.

يفعل محور "الممانعة" "السبعة ودمتها" ولا من يحاسبه، فعلى سبيل المثال، لو كان أي مسؤول قواتي او كتائبي أو معارض قال ما قاله رئيس حزب "التوحيد العربي" وئام وهاب عن ضرورة تعامل دروز سوريا مع إسرائيل والتفاخر بحماية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لهم، لكانت قامت القيامة ولم تقعد، وشنّت حملات التخوين ونبشوا التاريخ منذ عام 1975، وطالبوا بتحرّك المحاكم لمقاضاة العملاء.

يستطيع وهاب بعد كل كلامه الأخير أن يصعد على منبر "المقاومة" ويخطب مستعملاً مصطلحات "الممانعة"، فهو أو سواه ذنبهم مغفور.

وأن يحضر الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد قبل عام 2011 مؤتمرات دولية، ويصافح الرئيس الإسرائيلي أو رئيس الوزراء، فهذا في قاموس "الممانعة" إنتصار، ولا بدّ أن يتكرّر لأن الرئيس الأسد نجم المحور.

وفي حال فاوض الرئيس نبيه برّي بتكليف من "حزب الله" الموفد الأميركي آموس هوكشتيان ويوقع ما يشبه إتفاق سلام وتنازل عن الخطّ 29 البحري إلى الخطّ 21، فهذا إنتصار للمقاومة. وشهد شاهد من أهل البيت، أي المدير العام السابق لوزارة الإعلام محمد عبيد الذي خرج بعد توقيع الإتفاق وقال إنّ إتفاق 17 أيار كان يمنح لبنان حقوقاً أكثر من الإتفاق الأخير الذي فاوض برّي عليه.

والأمر نفسه يتكرّر في 27 تشرين الثاني الماضي، بري يفاوض الأميركيين والإسرائيليين وحكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي كانت حكومة "حزب الله" توقّع على إتفاق الهدنة الذي ضمن لإسرائيل حقّ التحرّك والإستهداف ساعة تشاء.

وكرّت سبحة الاحداث، فزارت نائبة الموفد الاميركي للشرق الاوسط مورغان أورتاغوس لبنان وفي يدها خاتم نجمة داوود الذي هو رمز لليهود وليس للصهاينة، وزارت بعبدا والسراي وعين التينة، لكن قيامة الممانعين لم تقاوم إلا في بعبدا، وغضوا النظر عن زيارتها بالخاتم دولة الرئيس برّي.

وحصلت مصافحة بين الرئيس جوزاف عون والرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز موفّق الطريف، فقامت قيامة الممانعين أيضاً وكأن عون وقّع إتفاق سلام مع إسرائيل، بينما هي مصافحة هامشية فسّرها الرئيس في البيان الذي اصدره.

والأهم من كل هذا، أن الأغلبية الساحقة من عملاء إسرائيل ينتمون إلى البيئة الحاضنة لـ"الثنائي الشيعي"، ولم يتم القبض على عميل واحد من بيئة اليمين المسيحي، ومع هذا كله يصر الممانعون على تخوين أحزاب اليمين وإتهامهم بالصهاينة.

تتكرّر هذه الاحداث باستمرار، وما حصل مع رئيس الجمهورية سواء مع زيارة أورتاغوس او خلال مصافحة طريف، مرشّح للتكرار، لكن كل هذه الامور لم تعد تصرف بالسياسة لأن الحقيقة تظهر بوضوح، وإيران تفاوض واشنطن، وطهران لم تتحرّك ساكناً حتى عندما إغتالت تل أبيب أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله.

في حين أنه مطلوب من الفريق الذي يُخوّن الإنتقال من الدفاع الدائم إلى الهجوم وعدم ترك فريق معين يستأثر بتوزيع بطاقات الوطنية.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: