بين لبنان والحرب وتحدياتها

image

فيما الادارة الاميركية تبلغ الادارة اللبنانية بأن صبرها على التعامل مع سلاح حزب الله قد نفذ، إذا بالحكومة اللبنانية ترفض مجتمعة الرد على كلام امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم حول ان الحزب ليس على الحياد بخصوص الحرب الاسرائيلية الايرانية.

صحيح ان الرئيس نبيه بري يقول الا حرب ولا تورط للحزب لكن الصحيح ايضاً ان حزب الله الذي يتلقى تعليماته وأوامره وتكليفه الشرعي من طهران ليس بمنأى عن التدخل إذا طلبت منه القيادة الإيرانية ذلك، وقد تقاطعت بالأمس المعلومات حول تصريح للمندوبة الاميركية في مجلس الامن دوروثي شيا من ان الحكومة الإيرانية شجعت وكيلها حزب الله على فتح جبهة شمالية من لبنان.

فليعذرنا الرئيس بري إلا ان بين تطميناته الكلامية التي ينقضها نعيم قاسم ساعات لاحقة وبين كلام الاميركيين المثبتة فاننا نصدق اكثر الاميركي سيما وان الحزب وفي اكثر من محطة سابقة عودنا على “التقية” ولا نخال ان تلك التقية قد حذفت من ادبيات ومفاهيم التعاطي الايراني والحزبي إلى الان.

من هنا فإن فقدان صبر الاميركي مضافاً اليه فقدان صبر الاسرائيلي الذي عبّر عنه الوزير المتطرف كاتس امر يدعو للقلق ما يدفعنا مرة جديدة إلى مطالبة الحكومة اللبنانية باعادة النظر في نهجها الحالي المتبع حيال السلاح قبل فوات الاوان.

اعتدنا في لبنان على مر الظروف والأحداث ان لا شيء نهائياً مما يقال ويفعل ويشاع ويصرح به فكم من معادلات واتفاقيات وتفاهمات مزقت وتبدلت بين ليلة وضحاها فلا يكفي ان نلعن الظلمة بل علينا اضاءة شمعة لتنير الظلمة، والشمعة المطلوبة من الدولة اللبنانية حالياً ان لم يكن البدء بسحب السلاح من على كامل الأراضي اللبنانية الأمر المفروغ منه بنهاية المطاف اولاً واخراً فلتكن اقله مبادرة الحكومة لطمأنة الاميركيين والأسرتين الدولية والعربية بوضع جدول زمني او اطار زمني يعلن عنه وتباشر الدولة من خلال الجيش والأجهزة الامنية الشرعية في تفكيك سلاح المخيمات بنفس الوقت خاصة التركيز على حركة حماس واخواتها في المخيمات.

لا تكفي الاتصالات الفرنسية والفاتيكانية المشكورة في ضمان حياد لبنان من الحرب الاقليمية وتداعياتها فواشنطن لا يؤمن جنبها متى تعلق الأمر بأمن إسرائيل القومي ووجود دولة إسرائيل والتهديد الوجودي لها كما لا يؤمن جنب لا القيادة الإيرانية ولا قيادة حزب الله رغم ضعفه وفقدانه القسم الأكبر من قوته.

من هنا نتحدى قيادة الحزب وليس الرئيس بري من ان يخرج علينا ببيان يعلن فيه صراحة تخليه عن السلاح وحياديته المطلقة ازاء ما يحصل في المنطقة من حرب.

فلم تنتظر إسرائيل كثيراً للرد على مواقف الامين العام نعيم قاسم بأن عادت إلى تنفيذ غارات على الأراضي اللبنانية شملت اقليم التفاح ومناطق محاد لافهام القيادة في الحزب انها بالمرصاد وقادرة على توجيه ضربات بنفس الوقت الذي فيه تقاتل النظام الايراني.

لا يزال الحزب من خلال مواقفه المعلنة يخالف وينتهك خطاب القسم والبيان الوزاري ولا سيما بند حصرية السلاح وقرار الحرب والسلم… ولا تزال الدولة تتهاون في التصدي للملف… ولا يزال الاميركي يتفهم لكن بعد الان بات ضاق مجال التفهم وأقصى ما يمكنه فعله لمساعدة اللبنانيين تأجيل الضربة الجديدة او الحرب الجديدة على لبنان إلى ما بعد الموسم السياحي لكن لا شيء مضموناً.

مهما يكن من امر وحيال عودة الضغط الإيراني على حزب الله للمشاركة في الحرب اسنادا لايران  الدولة اللبنانية تؤثر الصمت وعدم الرد فهل عدنا إلى مربع اللاموقف وبالتالي اللاقرار؟

على خط الحرب الاقليمية لا يجب على لبنان المراهنة على فسحة الأسبوعين التي منحها الرئيس دونالد ترامب للديبلوماسية اذ وكما اخطأت الدولة في ربط مصير السلاح بالمفاوضات الاميركية الإيرانية إذا بها تخطئ الان في ربط الملف بمجريات مهلة الاسبوعين وهذه المهلة قد تنتهي في اي وقت بين ساعة واخرى ويوم واخر وقد جاءت الضربة الليلة على موقع فوردو دليلاً على هشاشة تلك المهلة التي أشارت الى اعطاء الفرصة للديبلوماسية مع ايران في “خلال الأسبوعين” وليس بنهايتهما وبالتالي يمكن للرئيس ترامب في اي وقت ضمن هذه المهلة اتخاذ قراره علماً ان هذه المهلة لا توقف إسرائيل عن المضي في خططها العسكرية في ايران كما تفعل وستفعل وتستمر بقصف ايران وكما في لبنان ان اضطرت لذلك ومن هنا وجوب عدم النوم على حرير الاطمئنان والطمأنات الأوروبية وغير الأوروبية وقد قالها ترامب بصراحة من ان ايران لا تريد التفاوض مع الأوروبيين بل معه وان حتى وزراء الخارجية الاوروبيين الدين التقوا الوزير عرقجي طالبوه ونصحوه بالاستجابة للشروط الاميركية.

فاذا كان تعليق الملفات والمطالب لبنانياً بانتظار نتائج الحرب الاقليمية فإن الخطر كل الخطر ان يطول التجميد والتعليق او ان يتخلف لبنان عن ركب قطار ارتسام الشرق الأوسط الجديد بالإصلاحات والاستثمارات والتمويل خاصة وانه وفي كل الاحوال لن يكون لميليشيات ايران في المنطقة اي مستقبل عسكري بسلاحها مهما كانت نتائج الحرب او المفاوضات إذا نجحت وهي على الارجح “طبخة بحص” لم تصل إلى نتائج وقد قرئ المكتوب من عنوانه حين صرح وزير الخارجية الإيراني بالأمس بألا تراجع عن الحقوق ولا استسلام ولا مفاوضات تحت النار ورد عليه الرئيس ترامب بان لا مجال لوقف النار وحمل إسرائيل على ذلك.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: