Search
Close this search box.

بين ماكرون والفاتيكان.. كواليس قمة “النورماندي” وانعكاسها على لبنان

vatican2

إذا أردتَ أن تعرف ماذا جرى في الأيام القليلة الماضية، وربما الساعات الأخيرة من خلال حراك الموفد الأميركي آموس هوكشتاين بين إسرائيل ولبنان، فما عليكَ إلا أن تعود إلى ما جرى في كواليس “قمة النورماندي”، إذ بحسب معلومات لموقع lebTalks مستقاة من جهات ديبلوماسية فاعلة، وعبر أصدقاء لبنانيين مشتركين مع السفير الفرنسي السابق في لبنان إيمانويل بون، والذي هو من الدائرة الضيقة وكبار المستشارين للرئيس إيمانويل ماكرون، كان هناك حديثٌ فاعلٌ حول لبنان أخذَ حيزاً كبيراً بفعل اللقاءات والمشاورات التي جرت، وتحديداً قمة الرئيسين الأميركي والفرنسي جو بايدن وإيمانويل ماكرون، ما يطرحُ السؤال عمّا جرى في الساعات الماضية ربطاً بحراك هوكشتاين على خط تل أبيب – بيروت؟

في هذا السياق، كشفت المصادر المشار اليها لموقع “LebTalks” بأن الرئيس الفرنسي إرتأى، بعدما تلقّى اتصالات فاعلة وحثيثة من الفاتيكان، بأن يرسل موفده إلى لبنان جان إيف لودريان إلى حاضرة الفاتيكان للقاء كبار المسؤولين فيها، وتحديداً أمين سر الكرسي الرسولي أنطونيو بيرولي، الذي سيزور بيروت قريباً جداً، حيث كان هناك تمنٍّ فاتيكاني على الفرنسيين بأن يلعبوا دوراً فاعلاً لانتخاب رئيس للجمهورية قبل فوات الأوان، ربطاً بما لدى الكرسي الرسولي من قلقٍ ومخاوف على الوجود المسيحي في لبنان والمنطقة، وتالياً إصرارهم على ضرورة العمل على ترسيخ التعايش الإسلامي المسيحي والعودة إلى هذه الصيغة التي وحدها تحفظ لبنان، ما يعني أن أي حالة تطرّفٍ من أي فريق لبناني ستشكّلُ حالة خطيرة تقضي على هذا البلد الذي لديه صيغة نموذجية فريدة بين أقرانه في المنطقة.

من هذا المنطلق، جاءت الإتصالات على أرفع المستويات، وقد عُلمَ أن لودريان أكد للمسؤولين الفاتيكانيين وبما لديه من معلومات ومعطيات حول الملف الرئاسي، على ضرورة أن يتحرّكوا ويضغطوا على الزعماء المسيحيين من أجل توحيد الصف والتوافق على مرشّحٍ لأن المسألة معقّدة وصعبة، كاشفاً لهم كل ما يحيطُ بالوضع اللبناني.

من هنا السؤال، هل تؤدي هذه الاتصالات التي سيقوم بها كلٌ من الفاتيكان وفرنسا إلى انتخاب رئيس؟ يبدو أن الأمر مرهونٌ بما سيحمله لودريان إلى بيروت بعد قمة النورماندي، وما حملته زيارته الى الفاتيكان، وأيضاً زيارة أمين سر هذه الدولة لما لها من “مونة” على القيادات والزعامات المسيحية، وما تمتلكه من علاقات دولية على خط واشنطن- باريس، لذا فإن الأمور معلّقةٌ حتى الساعة إلى حين معرفة ما فعله الموفد الأميركي آموس هوكشتاين في المنطقة، وعندها يُبنى على شيء مقتضاه، لأنه في حال لم يوفق في مهمته، عندها ستندلع الحرب الشاملة، ومن الطبيعي أن ينسحب ذلك على كل الإستحقاقات اللبنانية بما فيها الإنتخابات الرئاسية التي ستبقى معلّقة من دون معرفة فترة الشغور الذي سيطول إلى أمد غير محدّد.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: