أكثر من علامة استفهام تطرح حول قضية منسق منطقة جبيل في القوات اللبنانية باسكال سليمان، والتي تحولت الى قضية رأي عام وسط اللغط الكبير الذي حصل حولها، وعلى وقع المعلومات والمعلومات المتناقضة التي صدرت عن أهل السلطة، والقيادات الأمنية، والتي أكدت بما لا يقبل الشك ان ما جرى في القضية أكبر بكثير من حادث سرقة وهي تخفي في طياتها الكثير من الرسائل السياسية.
ولعل اللغط في المعلومات “الامنية” يوم أمس حول مصير سليمان، قبل الكشف عن مقتله جعلت الرواية التي سعت القوى الامنية والجيش الى نشرها أشبه بفيلم هوليوودي.
فقبل اعلان خبر الوفاة، كانت المصادر الامنية تصر على بث خبر العثور عليه على قيد الحياة وبصحة جيدة في سوريا، بينما كانت شعبة المعلومات مدركة تماما بحسب معلومات لـ LebTalks ان سليمان تمت تصفيته فور القاء القبض عليه.
بعد خبر مقتل سليمان، بدا التباين واضح بين الرئيس نجيب ميقاتي وبيان الجيش.
ففي وقت اعلنت قيادة الجيش انه تبين خلال التحقيق مع الموقوفين أن المخطوف قُتِل من قبلهم أثناء محاولتهم سرقة سيارته في منطقة جبيل، وأنهم نقلوا جثته إلى سوريا. أشار ميقاتي في اول بيان له إلى أن “الجهات الأمنية قامت بتحرياتها واستقصاءاتها للكشف عن الفاعلين والضالعين في الجريمة واعادة المخطوف إلى عائلته، إلا أن الجهات الخاطفة قامت بتصفيته”.
ليعود ميقاتي ويغير موقفه في بيان ثاني بعد أن أضاء موقع LebTalks على التباين وصدر عن مكتبه الاعلامي البيان الاتي:
تبلغ دولة الرئيس مساء اليوم من الاجهزة الامنية المعنية نبأ مقتل المسؤول في حزب “القوات اللبنانية” باسكال سليمان الذي كان خطف مساء أمس.
وقال ان الاجهزة الامنية كانت باشرت منذ انتشار نبأ اختطافه تحرياتها واستقصاءاتها لكشف الفاعلين والضالعين في الجريمة واعادة المخطوف الى عائلته سالما، لكن يبدو ان الجهات الخاطفة قامت بهذه الجريمة الشنعاء.
إننا ندين ونشجب هذا العمل الاجرامي، ونتقدم بالتعازي من ذويه ومن” حزب القوات اللبنانية” ونشدد على استمرار التحقيقات لكشف الملابسات الكاملة وراء عملية الخطف والمتورطين فيها وفي اغتيال المخطوف وتقديمهم الى العدالة.
في هذه الظروف العصيبة، ندعو الجميع الى ضبط النفس والتحلي بالحكمة وعدم الانجرار وراء الشائعات والانفعالات. كل هذه المغالطات تظهر بوضوح التخبط وقلة التنسيق، كيف لا نقول الاستخفاف بالموضوع ومحاولة طمس الحقيقة أسوة بباقي القضايا المشابهة، لاسيما قضية الياس الحصروتي ومقتل زوجته.