كتبَ ميشال فلّاح – بدأت المواقف المناهضة لِفُرص قائد الجيش الرئاسية تتخذ منحاً تصاعدياً، وصولاً لاعتماد لغة التخوين، وهي اللغة المُعتمدة مِن الفريق المُمانع عندما يصل الى شفير فقدان المنطق والحجج في السياسة.
وتتصدر جريدة “الاخبار” الحملة، ومنذ مدة غير قصيرة، على الجيش وقائده، لأسباب عدة.
أولها أن الصحيفة تُمثِّل الخط المُوازي لقيام الدولة ومؤسساتها الشرعية والدستورية، كي لا نقول النقيض له، فهي الناطقة شبه الرسمية لحزب الله وثقافته وفكره ونهجه، منذ تأسيسها الى اليوم، ومِن أجله خاضت الحملات الشرسة لإخضاع الرأي الآخر، بل “اغتياله” فكرياً ومعنوياً وسياسياً.
وبالعودة الى قضية الاستحقاق الرئاسي، والمُعطَّل بسبب تَعَنُّت “الحزب”، ومعه رئيس البرلمان، فحين عادت “الحيوية” الى الاستحقاق بفعل الظروف التي فرضها “الحزب” نفسه حين فتح منفرداً “جبهة إسناد غزة”، وما ترتب على هذا التفرد الاشبه بالانتحار، فقد تبدلت اولويات ملامح الرئيس العتيد من “إصلاحي إقتصادي” لانتشال البلد من المستنقع المدجج بالازمات المالية والإقتصادية والمعيشية والاجتماعية.. الى “عسكري” قادر على قيادة البلد بزمن الحرب والعبور به الى زمن السلم، عبر حراك دولي لوقف النار وتحصين الوحدة الوطنية وإعادة بناء الدولة وبسط سلطتها على كامل الاراضي اللبنانية، وتنفيذ القرارات الدولية، وفي مقدمتها 1559 و1680 و1701.
من هنا، تعززت فرص قائد الجيش الرئاسية، والتي لم تَنْعدم يوماً على الرغم من كل المراحل السابقة، في تقاطع محلي ودولي على ضرورة استعادة الدولة لقرارها السيادي وتعزيز حضور مؤسساتها -وفي مقدمتها الجيش اللبناني- وتحملها المسؤولية كاملة.
إلا أن حسابات جريدة “الاخبار”، وخلفها “الحزب”، لم -ولن- تتوافق مع هذا التوجه، فَكَثَّفت الحملات على القائد والمؤسسة العسكرية، مُستعينةً بلغة التخوين و”الصَهْينة”، في تجاوز مفضوح وغير مقبول للامن القومي والوحدة الوطنية والسلم الأهلي، عبر المَسّ بالجيش اللبناني، وهو حجر الزاوية لبقاء ما تبقى مِن دولة، وهو أيضاً حجز الزاوية لإعادة بنائها على أسس صحيحة ومتينة.
تخوين القائد، ومعه المؤسسة العسكرية، دليل إفلاس سياسي، ومكابرة على الواقع المُتغيِّر بِفعل ارتكابات “الحزب” ومغامراته. فإذا كان فعلاً -أي “الحزب”- حريصاً على لبنان، فالاجدى به ان يكون حريصاً على جيش لبنان، وإلا تكون كل مواقفه وسياقات تاريخه الحديث، غير صحيحة.
صحيح ان “الكلمة للميدان”، كما تُكثِر الاقلام الممانعة بالحديث عنه، إلا أن للميدان أسُس وثوابت، والجيش الشرعي هو مِدْماكها، وللحديث صلة..