كتبت صونيا رزق:
فيروز… صوت قادم من السماء”، معجزة لبنانية لم يعرف الغناء صوتاً أرق من صوتها ولا أجمل، انه كخيوط الحرير وأشعة الفضّة، هكذا قال عنها موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب.
فيروز… او جارة القمر او الإسم الذي صدح في سماء لبنان كأيقونة نادرة قلّ مثيلها، كيف لا وهي سفيرتنا الى النجوم، انها النجم الساطع في الظلام الحالك الذي نعيشه اليوم، تلك الاسطورة التي بلغت اليوم عامها التسعين، توقظنا كل صباح كأنها الطير المغرّد والنسيم الذي يلفح برائحة العطر…
لا شك اننا نجد صعوبة حين نكتب عن فيروز، هي الكنز الثمين والجوهرة التي أطربت جماهير العالم بصوتها العذب والرخيم، فباتت لوحة فنية محفورة في القلوب والاذهان.
فيروز او “لبنان الكرامة والشعب العنيد”، والرمز الذي جمع اللبنانيين في عز الحرب، توحدّوا على أغانيها التي لم تفرّق مرة بين طائفة واخرى، لم يستطع أحد توحيد اللبنانيين إلا هي … على اغنية “بحبك يا لبنان” التي باتت نشيداً وطنياً.
تسعون عاماً من عمر لبنان… تسعون شمعة أضاءت سماءنا على مدى عقود، من اغاني الحب… من “سكن الليل” الى “انا لحبيبي” و”طير الوروار”، والاغاني الوطنية التي حملت من خلالها لبنان الى العالمية، فوقفت على مسرح بعلبك الاثري والتاريخي، وأغلبية المسارح العربية والغربية تطلق إسم لبنان بصرخات الحنين.
ما الذي يُكتب اليوم عن سيدة عظيمة إختصرت بصوتها وأغانيها تاريخ لبنان الثقافي؟، رافقتنا في الدروب الصعبة فأعادت لبنان الى أذهان المغتربين منذ عقود، “زوروني كل سنة مرّة حرام تنسوني بالمرّة”، فحثتهم على العودة من خلال الدموع التي ذرفوها حين زارتهم في دول الاغتراب، فأعادت الحنين الى قلوبهم، فلبنان ينتظركم لا تنسوه…
الكلام عن فيروز لا يشبه باقي الكلمات، هي الماضي والحاضر والغد الباقي في التاريخ الى الابد.
من اسرة LebTalks نتمنى للسيّدة فيروز العمر المديد والصحة والعافية، ستبقين النجم الساطع في سماء لبنان الى الابد…