Search
Close this search box.

“تضحيات” الممانعة على طريق “حُكمِ الإخوان”

moumena3a

غالباً ما تعتمد الممانعة وعلى رأسها الحزب اختلاق حجج وبراهين وأحداثاً لم تحدث لتثبيت تحليلها للأمور كما في تحليلها حرام كان حلالاً أو تحريمها حلال كان حراماً.

الأمثلة على ما نقول كثيرة متعددة ومتكررة نتوقف عند الحلف المستجد بين الحزب والجماعة الإسلامية بعد طول تحريم وتخوين ديني وعقائدي وسياسي واتهامات من الجانبين.

لقد شُنّت على القوات اللبنانية ورئيسها الدكتور سمير جعجع هجمات لم تتوقف حتى الساعة تحت زعم أن جعجع طالب بحكم الإخوان وتحت ادعاء وعنوان “فليحكم الإخوان” في حين أن رئيس القوات عندما سئل في 4 شباط 2012 عن رأيه في حال فاز الأخوان في الانتخابات في مصر، أجاب: “اذا فازوا فليحكموا المهم ضمانة أمور ثلاثة:الديمقراطية،المرأة والاقتصاد الحرّ”.

في المقابل تحالفت الممانعة ومتفرعاتها من الحلفاء وخاصة التيار الوطني الحر صاحب الدور البطولي في الترويج المزيف المفتري لتقويل جعجع ما لم يقله في “فليحكم الاخوان” في الدورات الانتخابية مع فرع الاخوان المسلمين في لبنان أي الجماعة الإسلامية في لبنان في دوائر صيدا وعكار وبيروت واستفادت منه وإفادته.

ما لم يقم به الحزب ومحوره الممانع من آب 2006 وحتى السابع من تشرين الأول 2023 لمواجهة آلاف الاعتداءات والخروقات الاسرائيلية بحراً براً جواً، يقوم به اليوم مضروباً بعشرات المرات لما كان يجب أن يحصل بوجه الخروقات، مشعلاً للجبهة الجنوبية مشغّلاً للعدو الاسرائيلي مسانداً بالدم وبالحديد والنار فرع الإخوان المسلمين في فلسطين – حركة المقاومة الاسلامية حماس ويدفع لبنان الثمن من أجل استمرارية حماس الإخوانية وبقائها حاكمة لغزة.

وفي هذا الإطار يلتف كل من حزب الولي الفقيه الشيعي وجماعة الاخوان المسلمين في لبنان ويلتقيان في خندق واحد وتوجهات واحدة مع اختلاف العقيدة والاهداف والتاريخ المليء بالتناقضات الفقهية الدينية السياسية، ليس آخرها قتال الحزب دفاعاً عن بشار الأسد وحزبه البعثي العدويين اللدودين للإخوان المسلمين الحزب الإسلامي والذي قال عنه الرئيس حافظ بشار الأسد بحقه ما لم يقله مالك بن انس في الخمرة  إذ يقول الأسد الإبن في 3 تموز 2013، إن ما يجري في مصر هو سقوط للإسلام السياسي (يقصد الاخوان المسلمين) ليعترض في اليوم التالي النائب عن حزب الإسلام السياسي “حزب الله” نواف الموسوي مدافعاً، معتبراً “أن الإسلام السياسي تجربة غير ساقطة مستشهداً بتجربة “حزب الله” والجمهورية الإسلامية في إيران”، ليؤكد بشار لاحقاً سقوط مَن يحارب الحزب ومحور الممانعة دفاعاً عن “فليحكم الاخوان في غزة” بإعلانه في 24 شباط 2014 عن “سقوط الاسلام السياسي في سوريا”، يقصد أيضاً الإخوان المسلمين ولكن هذه المرة في سوريا علماً أن حزب الله حزب الإسلام السياسي – حسب الموسوي – كان من المحاربين بوجه الإخوان في دفاعه عن بشار الأسد.

في حين أن ولي أمر حزب “الموسوي” مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران وقائده، ومن ضمن تحليل ما كان أو أصبح حراماً وتحريم ما كان أو أصبح حلالاً، رأى الإمام الخامنئي في ما جرى من ربيع عربي ومنه مصر وسوريا.. صحوة إسلامية وامتداداً للثورة الإسلامية في إيران إذ يقول في 17 أيلول 2011: “الصحوة الاسلامية في المنطقة هي امتداد للثورة الخمينية وهي تمهد لظهور المهدي، وإن الصحوة ستحدث تغييراً كبيراً في المنطقة وأن الانتصار النهائي للإسلام” وما عاد وأكده الولي الفقيه في 15 تشرين الأول 2011 عن “ان الصحوة الاسلامية بالمنطقة آخذة في الاتساع”.

ان رعونة التغيير والتبديل والتحوير عند صاحبَي الحاجة من الاسلام السياسي  “الحزب” والاخوان المسلمين أفضت إلى ما أفضت إليه سابقاً من عداء أو ادعاء عداء وما تفضي إليه اليوم من وحدة مسار ومصير وساحات وجبهات مزعومة لم تُسْمِن ولم تُربِح قضية ولم تُغنِ عن مجاعة وابادة واحتلال غزة ورفح وعلى طريق جنوب لبنان لا سمح الله.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: