إتّخذت إسرائيل اليوم الخميس، مبادرة غير استباقية، إذ عطلّت أنظمة “GPS” الخاصة بها في تل أبيب، في الوقت الذي تستعد فيه لهجوم إيراني محتمل، رداً على مقتل قياديّين وأفراد في الحرس الثوري الإيراني، في ضربة إسرائيلية جوية استهدفت مقرّ القنصلية الإيرانية في دمشق.
وأثّر هذا التشويش برّاً وبحراً وجواً على أنظمة الـ”GPS” في لبنان، بحيث ظهرت اليوم على “Google Maps” طائرة إسرائيلية وكأنها حطّت في لبنان.
وتجدر الإشارة إلى أن التشويش الإسرائيلي بدأ منذ 8 تشرين الأول، أي بعد اندلاع الاشتباكات بين “حزب الله” وإسرائيل عند الحدود الجنوبية اللبنانية، لتعطيل صواريخ “الحزب” الذكية.
ولفت مستشار الأمن السيبراني وتكنولوجيا المعلومات رولان أبي نجم، في حديث مع موقع “LebTalks”، مساء اليوم الخميس، إلى أن “الوضع خطير ولا يُطمئن”، في ما يخصّ الإجراء الإسرائيلي.
وأردف أنه “ليس من الممكن حالياً تحديد آثار هذا التشويش على المدى البعيد، إذ يمكن أن يكون علامةً أو إنذاراً لتوسّع الحرب نحو لبنان”، مضيفاً أن، “هناك تخوّفاً من تطوّر الوضع، ليتخطى التشويش على أنظمة الـGPS، ويطاول أنظمة الاتصالات وأبراج الإرسال في مطار رفيق الحريري ـ بيروت”.
ولا يخفي أبي نجم “التخلّف التكنولوجي في مطار بيروت”، إذ يقول إن “إدارة المطار تحاول اتخاذ احتياطات لتفادي هذا الواقع بقدر الإمكان، لكن المطار غير مؤهّل بالمعدات التكنولوجية اللازمة”، ذاكراً أنه “طُلب من الطيارين استبدال نظام GPS بنظام الملاحة القديم، لكن رفضت بعض خطوط الطيران اتّباع هذا البديل”.
ووفق أبي نجم فإن: “أنظمة الـGPS في الأساس تابعة للولايات المتحدة الأميركية، وهي صنع أميركي، وهذا ما سهّل الأمر أمام إسرائيل للتمكّن من التشويش، إذ إن أميركا تدعم إسرائيل منذ بدء الحرب”.
ومن ضمن هذا السياق، يشار إلى أنه تم التداول في الساعات الماضية بأن التشويش الإسرائيلي قد انسحب أيضاً داخل إسرائيل وذلك في إطار محاولات تفادي أي ضربات إنتقامية قد تتعرض لها أهداف في إسرائيل.