تصدّر الهجوم المسلح على السفارة الأميركية في عوكر الاهتمام الأمني والقضائي نظرًا للظروف الأمنية الحساسة التي يمر بها لبنان.
وانقسمت الترجيحات حول خلفية هذا الهجوم، فمنهم من نسبها إلى الأعمال الإرهابية الداعشية، ومنهم من ربطها بنصرة غزة وآخر من اعتبرها تبادل رسائل بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، خصوصاً أنها أتت بعد يوم واحد من زيارة وزير الخارجية الإيراني بالإنابة علي باقري كني إلى لبنان.
يُذكر أن السفارة الأميركية في عوكر تعرضت صباح اليوم الأربعاء إلى هجوم مسلح من قبل ثلاثة أفراد من الجنسيتين اللبنانية والسورية واجهه تصدٍ من قبل الجيش اللبناني وأمن السفارة، ما أسفر عن مقتل مطلق النار وإصابة آخر فيما لا يزال الشخص الثالث فاراً.
وفي التفاصيل تبين أن المعتدين توجهوا صباح اليوم إلى مقر السفارة في عوكر بعد سابق تصوّر وتصميم لشن هجوم بالأسلحة الخفيفة كما المتفجرات، حيث تم العثور على قنابل في حوزة المعتدين كان قد تم نقلها من مجدل عنجر إلى عوكر.
كما أن الهجوم دفع برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى متابعة هذه القضية والاجتماع بوزير الدفاع الوطني موريس سلام، إضافة إلى التواصل مع قائد الجيش العماد جوزاف عون لمتابعة التفاصيل المستجدة.
في السياق أوضحت مصادر أمنية خاصة لـ"LebTalks"، أن "مديرية مخابرات الجيش لا تزال تلتزم بالوقائع الملموسة والمرئية في حادثة السفارة الأميركية في عوكر، من حيث كتابات الدولة الإسلامية"، كما تم التركيز على الشيوخ، شيخ لبناني من الطائفة السنية وآخر سوري من الطائفة عينها، وهم كانوا أساتذة الدين لمطلق النار، وهم مسلمون ملتزمون".
كما قالت: "المخابرات غير قادرة على حسم ما إذا كان الشيوخ من طلبوا منه القيام بهذه الحادثة أو جهة أخرى طلبت منه"، مضيفةً: "الشيوخ لا يزالوا قيد التحقيق".
وأشارت إلى أن "مطلق النار لا يزال تحت تأثير المخدر، ولم يتفوه بأي معطيات، وهم ينتظرون حتى الليل للتحقيق معه"، موضحةً أن "مطلق النار أتى في "فان" من مجدل عنجر، أما عن الجعبة فارتداها بعد قدومه إلى موقع أخر محملاً بـ5 مماشط لسلاح من نوع كلاشينكوف، ولباسه لا يدل على أن هذه العملية انتحارية، وأقدم على إطلاق النار إذ كان على يقين أن حراس السفارة سيردون بالمثل".
وأكدت المصادر، أن "الجيش هو من رد بإطلاق النار عليه، والتحقيقات لم تنته بعد ولا تزال مستمرة، فالأخبار المتداولة عن أن المسلحين هم من داعش هي خيوط خارج حسابات الجيش".