لم يتفاجأ اللبنانيون بقصف إسرائيل لضاحية لبنان الجنوبية، أمس الثلثاء، الذي استهدف فؤاد شكر، احد اهم القادة العسكريين في حزب الله ومستشار أمين عام الحزب حسن نصر الله، إذ إن الجميع كان يترقب الضربة الاسرائيلية رداً على استهداف مجدل شمس في الجولان السبت الماضي.
لكن المفاجأة كانت في اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية فجر اليوم الأربعاء في العاصمة الإيرانية طهران. في ظل صمت اسرائيلي ودعوات من قبل رئيس مجلس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لعدم التعليق على اغتيال هنية، الأمر الذي يعتمده أيضا حزب الله، حيث انه لم يعلن حتى الآن بشكل رسمي عن مقتل شكر.
فلماذا كل هذا التكتم؟ ما خلفيات وتداعيات هذين الاغتيالين؟ وما مصير مفاوضات وقف اطلاق النار في غزة؟
رئيس جهاز الإعلام في حزب القوات اللبنانية شارل جبور أكد أن الاغتيالين ليسا الا بمثابة رسائل الى حزب الله وحماس.
وفي حديث لـ”LebTalks”، قال جبور: “الاعلان أو عدم الاعلان من قبل حزب الله يبقى تفصيلًا، الأهم اليوم هو النظر الى ضخامة الحدثين وواقعة انهما نفذا خلال 24 ساعة فقط، ذلك يعني ان اسرائيل تقول بشكل غير مباشر انها مستعدة لتوسعة الحرب، وبالحقيقة لا يمكن لأحد الجزم إذا ما كنا سندخل في حرب شاملة مع إسرائيل أم لا.. علينا الترقب”.
وتابع: “نحن الآن امام تساؤلات.. هل يعقل ألا يرد حزب الله على اغتيال أحد أهم قادته العسكريين في قلب منطقته؟ وكيف سيكون الرد؟”.
وعن اغتيال هنية في طهران قال: “الامر نفسه ينطبق على اغتيال اسماعيل هنية اليوم في طهران، إذ ان الحدثين متوازيان بالضخامة ومن ناحية التوقيت والموقع الذي نفذا به”.
وحول عدم تبني اسرائيل حتى الآن تنفيذ عملية اغتيال هنية، أفصح جبور: “على الرغم من ذلك ايران تدرك تمامًا من هي الجهة التي نفذت هذا الاستهداف واسرائيل تنتظر الرد حتماً الا انها ربما تحاول التخفيف من وطأته بصمتها حالياً”.
وعن امكانية ان يؤثر اغتيال هنية على المفاوضات بين إسرائيل وحماس بشأن وقف اطلاق النار في غزة، قال: “لا توجد أي مفاوضات، فإسرائيل ترفض أي محاولات للتهدئه وتصرّ على خروجها بصورة “المنتصر” من الحرب مع حماس وليس بتسوية، فهذان الاغتيالان هما حصيلة زيارة نتنياهو لواشنطن الأسبوع الفائت حيث تم تنسيق عمليات الاغتيال بين القوات والمخابرات الأميركية من جهة والاسرائيلية من جهه اخرى”.
وختم: “الخلاصة هي أن اسرائيل أرادت ان تقول ثلاثة أمور، أولها ألا خط أحمر لديها وانها جاهزة لأي تصعيد أو توسيع للحرب، ثانيها أن جماعة حزب الله ليست بمأمن حتى في الضاحية، وثالها أن طهران ليست الملاذ الآمن لحماس والمحور المؤيد لها”.