كتبت صونيا رزق: لا تبدو مقولة رئيس المجلس النيابي نبيه برّي بأنّ “جلسة التاسع من كانون الثاني ستوصل رئيساً الى بعبدا” قريبة من الواقع، لا بل دخلت دهاليز التأجيل وفق المعطيات السياسية، لانّ المزيد من الاوراق الرئاسية باتت على الخط، ما أدى الى “خربطة وتأرجح” بين صعود وهبوط الاسماء المرشحة، فبعضها ارتفعت أسهمه والبعض الاخر تضاءلت، بسبب التغيرات التي شهدها لبنان ومن ثم سوريا، بعد سقوط نظام الاسد الذي قلب الوضع رأساً على عقب، لذا لم تتبلور الحركة الرئاسية كما يجب، بالتزامن مع صمت اغلبية الكتل النيابية التي لم تعط كلمتها بعد، في انتظار المستجدات التي قد تطرأ، وكلمة السر الخارجية وإشارات بعض الافرقاء المعنيين بهذا الملف.
الى ذلك ووفق المعطيات، لا يوجد بعد موقف رسمي يشير الى تأجيل جلسة التاسع من كانون الثاني، فيما تؤكد الكواليس الرئاسية بأنّ الاجواء حالياً ملبّدة بالغيوم، وما كان سائداً من أخبار تبشّر بالخير تبدّد من دون أن يميل الى التشاؤم الكلي، وتشير الى وجود تعقيدات سببها غياب القرار لدى بعض الكتل، التي تميل الى إعلانه في الساعات الاخيرة، مما يعني ظهور مفاجأة، من ضمنها موقف كتلة “لبنان القوي” التي لا تزال تدرس موقفها بحسب قولها، كما تدرس المعارضة بهدوء الوضع الرئاسي قبل إعلان سم مرشحها، كذلك الامر بالنسبة الى بعض النواب السنّة الذين لم يحدّدوا موقفهم حتى اليوم، على ان تنطلق السكة الرئاسية بقوة بعد الانتهاء من عطلة الاعياد، مع احتمال تأجيل الجلسة الى موعد ليس ببعيد، علّه يساهم في تقارب المواقف بين الكتل النيابية البارزة، في ظل ما ستشهده الساحة اللبنانية من لقاءات واتصالات لجس النبض الرئاسي، فضلاً عن اتصالات خارجية عربية وغربية، مع صياغة سيناريوهات قد تطرأ خلال الجلسة او تكون محضّرة، لانّ الفريقين المتنازعين يقفان بالمرصاد ضد بعضهما، وقد وضعا كل الاحتمالات مع ردود عليها بسبب غياب الثقة المتبادلة.
في غضون ذلك، تتخوف مصادر نيابية معارضة من مفاجأة من الثنائي الشيعي خلال الجلسة، من دون ان توضح أكثر، لانّ تفاؤل برّي غير مريح كما قالت، سائلة على ماذا يستند طالما ما زال الاتفاق على اسم الرئيس بعيداً كل البعد؟ كما لم تحدث بعد غربلة نهائية للأسماء؟