لا يوفر النائب والوزير السابق وليد جنبلاط أي وسيلة لاستقطاب رضى حزب الله في هذه المرحلة، ومنطلقه الأساسي هو الخوف من الصدام مع الحزب وليس ما يروج له من وحدة وطنية وتضامن لبناني وعداء لإسرائيل.
ويدخل في هذا السياق هجوم جنبلاط المستمر على رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، فجنبلاط يسترضي حزب الله من جهة ويحاول من جهة ثانية تأليب الرأي العام الدرزي على القوات وإلهائه بهذه المعركة الجانبية، فيجمعهم حوله تحت هذا العنوان بعدما لم يتمكن من إقناعهم بجدوى ما يقوم به تجاه حزب الله.
جنبلاط الذي سارع إلى الإتصال برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي متضامناً معه في وجه الاتهامات التي وجهها جعجع للحكومة بالتقاعس والخيانة، لم يكن يهدف عملياً للتضامن مع ميقاتي، بل أراد أن يثير حفيظة القوات كي تسارع للرد عليه فيتخذ من هذا الرد ذريعة لتأليب الرأي العام الدرزي ضد القوات، ولكن حسابات الحقل لم تتطابق مع حسابات البيدر فاكتفت القوات بالرد على ميقاتي وتجاهلت كلام جنبلاط ما خلق لديه ولدى من يؤيدون توجهه هذا حالاً من الإحباط.
إن جنبلاط ما زال يعيش في الكثير من العقد التاريخية القديمة والحديثة تجاه المسيحيين وهو لا يرغب في رؤية أي زعيم مسيحي قوي ولا يوفر أي وسيلة سياسية او غير سياسية من أجل تحقيق ذلك.