أدت التفجيرات الثلثاء والأربعاء المنصرمَين عبر أجهزة البيجر، إلى إلغاء حفلات ومناسبات متعدّدة، كان في صلبها احتفال مدينة الشويفات أو ما يُسمّى بـ”المصالحة”، بعدما توصّل إليه الحزبان الديمقراطي اللبناني والتقدمي الاشتراكي من خلال التوافق حول آلية عقد هذا المهرجان بمشاركة كل قوى الممانعة ودعوة تيار المستقبل بناءً على تمنّيات البعض، كي لا يُعطى لهذا الاجتماع أي صبغة طائفية، مع الإشارة الى صعوبةٍ ما في مشاركة أي تيار أو حزب مسيحي، على اعتبار أن سِمةَ الممانعة تطغى على المهرجان المذكور، إلا أن الأحداث الآنفة الذكر أجّلته إلى موعدٍ لم يُحدّد بعد.
وتشير المعلومات لموقع lebTalks الى أنه، قبل الإلغاء سُجلت حالةُ بلبلةٍ كبيرةٍ بين رافضين لمثل هذا اللقاء من أكثرية المشايخ الدروز، من دون إغفال التساؤلات حول استقالة القيادي البارز في الحزب التقدمي الاشتراكي هشام ناصر الدين من مفوضية الداخلية وإسناد المهام لأمين السرّ العام الحالي ظافر ناصر، وخصوصاً أن ناصر الدين يُعتبرُ الرجل الثاني في الاشتراكي نظراً لدوره في كل المراحل والمحطات، ويُحكى بأنه من الرافضين للتقارب مع حزب الله بهذا الشكل، إلى أمورٍ كثيرة وأسرارٍ يحملها ناصر الدين، ما يعني أن ما جرى في الغرب الساحلي من دور للقيادي الاشتراكي الآخر وكيل داخلية الحزب السابق مروان فرج، والذي أُقيل وذهب إلى الخارج ثم عاد ومعه مجموعاتٌ تسعى “لخربطة” هذا المهرجان أو رفضها له.
كل هذه العناوين طغت على ما عداها ضمن بيئة الاشتراكي وأبناء الجبل، لكن الظروف الأمنية الأخيرة وضعت الأمور في نصابها بعيداً من أي جهدٍ من كل الأطراف فكان تأجيل اللقاء، لكن الأمور قد تتبدّل في أي توقيت على صعيد الاصطفافات والتحوّلات، ربطاً بما يجري في الجنوب والمنطقة.