“حالة إنكار”.. العميد صخر لـ”LebTalks”: “الحزب” يتمرّد على الرئيس عون والجيش

JN

كتب شادي روكز:

في آخر يوم من اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، الذي وقعت عليه الحكومة اللبنانيّة وتمّ العمل به ابتداءً من يوم ٢٧ تشرين الثاني الماضي، ومع إعلان مكتب نتنياهو يوم الجمعة الماضي عن عدم انسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب وفق المهلة المحدّدة (اليوم)، بدأ أهالي القرى الحدوديّة بالعودة بشكل كثيف للتفقد على بيوتهم.

بالتوازي، يتابع الجيش اللبناني انتشاره في الجنوب، وفق الاتفاق، وأشار في بيان إلى أنّ “وحداته دخلت إلى بلدة مارون الراس – بنت جبيل ومناطق حدودية أخرى، حيث تقف إلى جانب المواطنين في مواجهة العدو الإسرائيلي الذي يواصل رفضه الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي اللبنانية”.

في هذا السياق، أكّد العميد الركن المتقاعد يعرب صخر في حديثٍ لـ”LebTalks” أنّ “الجيش يقوم بواجبه وانتشر في مواقع ومناطق عديدة”، لافتاً إلى أنّ “المشكلة تكمن في المناطق الحدوديّة اللبنانيّة – الإسرائيليّة، أي الحد الفاصل، وخاصةً في القطاع الشرقي، بتلّتَي العويضة والحمامص، لأنّهما بقعتَان استراتيجيّتَان تشرفان على شمال إسرائيل”.

وأشار صخر إلى أنّ “إسرائيل تريد أن تتمسّك بهذه المواقع لأنّها تعتبرها حيويّة، إضافةً إلى بلدة مارون الراس وتلّة في القطاع الغربي، لكنّها متمسكة بالقطاع الشرقي لأنّه ملاصق لإصبع الجليل ويؤمّن خط الجولان على خط القطاع الشرقي”.

وجدّد تأكيده أنّ “الجيش اللبناني يقوم بواجبه وانتشاره، إلّا أنّ السلطة السياسيّة بالوقت الحالي، المتمثلة بحكومة تصريف الأعمال التي هي حكومة حزب الله، لا تساعد الجيش ولا تعطيه الأوامر ولا تكلّفه”، موضحاً أنّ “الجيش لا ينفّذ إلّا ما تقرّره السلطة السياسيّة، والجيش ينتشر حاليّاً من تلقاء نفسه مع قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل)”.

ولفت إلى أنّ “وظيفة الجيش الأساسيّة، إلى جانب اليونيفيل، هي تطبيق القرارات الدوليّة ومنها القرار ١٧٠١، من ناحية إنهاء كافة المظاهر المسلّحة خارج إطار الدولة اللبنانيّة ونزع سلاح الميليشيات، إضافةً إلى إخلاء جميع المواقع العسكريّة من الميليشيات، لهذا السبب، انبثقت لجنة المراقبة على اتفاق وقف إطلاق النار، المرفق بالقرار ١٧٠١ وتطبيقاته”.

وهنا شدّد صخر على أنّ “الاتفاق أعطى إسرائيل حق المراقبة ولا المعالجة، ومن خلال هذه المراقبة يفيد اليونيفيل واللجنة بأي خرق”، مشيراً إلى أنّ “إسرائيل بموقعها كعدو، لا تحترم القرارات الدوليّة كافة، تراقب وتعالج بالوقت نفسه، إذ نراها تستولي على مواقع عسكريّة ومستودعات وأنفاق للحزب،  والحزب لم يسلّم الجيش أي مواقع وبالتالي كل هذه الأسلحة تصادرها إسرائيل”.

وهنا اعتبر أنّ “الحزب لا يزال يعيش حالة إنكار ومكابرة ويعتبر أنّه لا يزال بإمكانه أن يقلب الأمور، والدليل على ذلك هو تعطيله تشكيل الحكومة والسلطة السياسيّة لأنّ الحكومة الجديدة ستقطع الطريق على حكومة حزب الله الحالية، إيماناً منه بأنّ الأمور قد تنقلب مجدّداً لصالحه”.

وأوضح أنّ “إسرائيل تقول إنّها لن تنسحب طالما الحزب لا يزال موجوداً في الجنوب وتثبّت ذلك بفيديوهات، والمجتمع الدولي لا يقول لها شيئاً”.

وأعلن صخر عن أنّ “الحزب يؤمّن لإسرائيل بأن تبقى موجودة لأنّه لم يخلِ مواقعه العسكريّة للسلطات الشرعيّة اللبنانيّة”، مشيراً إلى أنّ “الخطوة الأولى هي سحب السلاح من الجنوب، والخطوة الثانية هي سحب السلاح من كافة الأراضي اللبنانيّة بعد تشكيل الحكومة الجديدة”.

وختم: “الجيش ورئيس الجمهوريّة جوزاف عون طلبوا من الأهالي عدم العودة إلى الجنوب لأنّه لا يزال هناك ألغام وقذائف غير منفجرة، وفي المقابل الحزب يتلطّى وراءهم ويتمرّد على قرار الرئيس عون والجيش عبر دفع الأهالي بالعودة إلى قراهم واستخدامهم كدروعٍ بشريّة لتحقيق مصالحه، إلّا أنّ المكابرة والإنكار لن تفيده شيئاً والأمور نحو تغيير حاسم والمشهد الجيو-سياسي في المنطقة ينعكس في لبنان، والتغيير هو لصالح الدول والشعوب ولا للميليشيات وهذا ما لا يفهمه الحزب حاليّاً”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: