Search
Close this search box.

حبس أنفاسٍ في العالم على وَقعِ أرجحيةِ “عودةٍ ميمونةٍ” لدونالد ترامب الى البيت الأبيض

trump

نقلت مصادر ديبلوماسية وسياسية مطّلعة ومتابِعة للحملة الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية أن ثمّة أجواء لدى الحزب الديمقراطي باتت أقرب الى التسليم بخسارة معركة الرئاسة مسبقاً مع ًتداعي صورة وصدقية الرئيس جو بايدن خلال حملته حتى الآن بفعل ارتكابه أخطاء وهفواتٍ كبيرةٍ وخطيرةٍ فاجأت المعسكر الديمقراطي وسبّبت هلعاً كبيراً في أوساطه.

ضغوط ديمقراطية على بادين للانسحاب بعد أدائه الكارثي

الاستعداداتُ لا تزال جارية لتنظيم المؤتمر العام للحزب في شهر آب المقبل، إلا أن أجواء كبار رموز الديمقراطيين، وفي طليعتهم الرئيس الأسبق باراك أوباما ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، تشي بخيبة أملهم من العودة الى البيت الأبيض أو الاستمرار فيه، لاسيما وأن المرشح الرئيس بايدن يرفض الى الآن الانسحاب من السباق رغم الضغوط الكبيرة التي تُمارس عليه من كبار المسؤولين الديمقراطيين، خصوصاً بعد الأداء الكارثي خلال المناظرة الأولى في وجه خصمه القوي الرئيس السابق دونالد ترامب.

وفي المعلومات، أن التفكير لدى القيادة الديمقراطية يتّجه الى استبدال بايدن بنائبته كمالا هاريس إذا وافقَ بايدن على التنحّي، إلا أن هذا الخيار في حال اعتماده لن يؤثر كثيراً في قلب الموازين بعد الأضرار الكبيرة والخطيرة التي لحقت بالديمقراطيين في الأشهر الأخيرة من الحملة.

سباقُ الفوز بالأغلبية في غرفتي الكونغروس

من هنا، يُلاحظ أن الديمقراطيين وكأنهم سلّموا أمرهم للأقدار ووتقبّلوا خسارة السباق الى البيت الأبيض وبدأوا التركيز على انتخابات الكونغرس لعدم خسارة أغلبيتهم في أحد مجلسي الكونغرس النواب أو الشيوخ، علماً أن مجلس الشيوخ يتألف من 100 عضو، كل إثنين منهم يمثلان ولاية من الولايات الأميركية، فيما مجلس النواب يضمُّ عدداً  أكبر (400 عضو)، هو معنيٌّ في الدرجة الأولى برسم سياسات الولايات التي جاؤوا منها، وبالتالي فإن الحرص والجهود الديمقراطية حالياً منصبّةٌ على عدم خسارة الأغلبية في أي من غرفتي الكونغرس.

أرجحية مريحة لترامب على خصمه

في المقابل، أرست محاولة اغتيال المرشح الرئيس السابق دونالد ترامب معادلاتٍ مؤثّرة جداً على مصير الحملات الانتخابية والسباق نحو البيت الأبيض بحيث ضاعفت مشاعر دعم وتعاطف الأميركيين بما أدّى ويؤدي الى إكساب ترامب أرجحية مريحة على خصمه الديمقراطي،  وقد زاد من تلك الأرجحية اختيار ترامب الذكي لنائبه جيمس ديفيد فانس، لأنه بهذا الاختيار يكون قد ضَمنَ الى حدٍّ بعيد الناخب الشبابي، وبشكلٍ عام الأميركيين من الطبقات الوسطى بالإضافة الى رسالة استمالة للمهاجرين،

وفيما معسكر الجمهوريين وقفَ وقفةً رَجلٍ واحدٍ خلفَ مرشحه ترامب، نجدُ معسكر الديمقراطيين مرتبكٌ ومحبَطٌ لدرجة تسليم كبار المعسكر سلفاً بالخسارة، بينما يتصرّف ترامب منذ الآن وكأنه عادَ الى البيت الأبيض، بحيث يُجري اتصالاتٍ ب”صديقه” الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وب”صديقه” أيضاً الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، واعداً إياه بمشروع “مارشال” لإعادة إعمار أوكرانيا، وإمهال حركة “حماس” لإعادة جميع الرهائن قبل دخوله المكتب البيضاوي، فيما دول وحكومات العالم التي تتعامل مع الولايات المتحدة من حلفاء أو خصوم بدأوا يعدّون عدّتهم للتعاطي مع “ترامب الرئيس”، ويبنون حساباتٍ جديدة ويرسمون استراتيجيات مختلفة عن سابقاتها.

الأجواء في واشنطن ملبّدةٌ وغامضةٌ، ما ينعكسُ غموضاً وتلبّداً على المشهد العالمي، وقد أثبتت التجربة الأخيرة في العطل التقني لمايكروسوفت أن العالم لا يزال يعيش على أنفاس الأميركيين ومصيره مرتبطٌ ارتباطاً وثيقاً بمصير الولايات المتحدة وما يتقرّرُ فيها.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: