في معلومات خاصة لـLebTalks، توافرت معطياتٌ متقاطعةٌ عن
أبعاد وخلفيات عودة العلاقات بين قطر وسوريا ترتكزُ على الوقائع الآتية:
١- جرى منذ فترة وجيزة جداً اتصالٌ مطوّلٌ للمرة الأولى بين وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ونظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وتمَّ خلاله الاتفاق على عودة العلاقات بين البلدين وفتح الخطوط الجوّية وإعادة فتح السفارات وتسليم السفارة السورية في الدوحة للنظام وطرد الديبلوماسيين المعارضين منها.
٢- تمَّ إعطاء المعارضة السورية المقيمة في قطر مهلةً حتى العاشر من حزيران الجاري لتسليم السلطات القطرية الإقامات والوثائق الرسمية كافةً تحت طائلة سداد غرامةٍ ماليةٍ قدرها ٢٠٠ ريال قطري عن كل يوم تأخير بعد المهلة الزمنية المحدّدة أعلاه.
٣- الدوحة تعهّدت بوقف نشاط المعارضة السورية وترحيلها عن قطر باستثناء مَن يريد البقاء للعمل فقط.
٤- وقف تمويل قطر لأي مجموعةِ معارِضة سورية بصورة نهائية وشاملة، وقد أصدرت في هذا السياق تعليماتٍ ل”قناة سوريا” في تركيا بتخفيف اللهجة ضد النظام السوري .
٥- بخطوة قطر هذه يمكن القول إن العلاقات الخليجية مع الدولة السورية عادت الى مجاريها في ظل الاتفاق والتنسيق مع تركيا لتسليم الشمال السوري الى النظام وإنهاء وجود الفصائل المعارِضة المتناحِرة، على أن يُفتَح لاحقاً بابُ التفاوض مع شرقي الفرات حيث يسيطر التحالف الدولي و”قسد”، وذلك لاستكشاف آفاق الحل السياسي بين شرق الفرات والدولة السورية.
٦- السعودية والخليج يدعمان خطوة استعادة النظام السوري سيطرته على شمال سوريا وبناء مستوطنات ومخيمات لاستيعاب السوريين النازحين واللاجئين،
وتعليقاً على هذه المعلومات، إعتبر مصدرٌ سياسي مطّلع على الملف بأن القرار القطري حيال المعارضة السورية وعودة العلاقات مع نظام الأسد يأتيان في سياق القرار الخليجي بإحياء العلاقات مع دمشق من ضمن استراتيجية عربية تقضي بإعادة سوريا الى الحضن العربي وإبعادها عن النفوذ والتأثير الإيرانيين بشكل خاص، وقد جاء في توقيته متزامناً مع تعيين الرياض لسفير جديد في دمشق بهدف تعزير الإشراف العربي والخليجي المباشر على الوضع السوري من الداخل، فيما يعني من جهة أخرى إسدال الستارة نهائياً على دعم “الإخوان المسلمين” وإنهاء وجودهم السياسي في سوريا، وبالتالي انتهاء دعم المعارضة السورية “الفاشلة” في إنتاج “البديل الموثوق به” عربياً وخليجياً.
في المحصّلة، وبعدما باشرت تركيا بالتخلّص من “الإخوان المسلمين” ومن الفصائل المذهبية المتناقِضة والمتضارِبة تحت شعار “المعارضة السورية”، ها هي الدوحة تحذو حذو أنقرة بطي صفحة دعم المعارضة السورية التي باتت “معارضات” متناحرة، ووقف التمويل والدعم السياسي والإعلامي لها، علماً أن العاصمة التركية تشهدُ راهناً إعداد ترتيبات ل”لقاء قمّة” بين الرئيس التركي رجب طيب اردوغان والرئيس السوري بشار الأسد وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وثمة تنسيقٌ مشتركٌ بين وزراء خارجية الدول الثلاث الذين اتفقوا على إنهاء ملف شمال سوريا وإتمام المصالحات فيه.
من هنا، فإن الحل السياسي باتَ الهدف النهائي لكل ما يحصل في سوريا ومع النظام، والعين على ما بعد تلك الخطوات من جانب نظام الأسد .