حركة “قوّاتية” دائمة وعجز “التيّار”

ouwet-tayyar

رغم قتامة المشهد السياسي وتكاثر الأزمات التي تبدأ بالحرب وتنسحب على الاستحقاقات الدستورية المعطّلة بفعل ضرب الدستور وتجاوزه وصولا الى التحدّيات الإقتصادية والحياتية، مبادرات “قوّاتية” وحركة دائمة بإتجاه جميع الملفات تظهر جدّية حزب القوات اللبنانية ونواياه الانقاذية التي تضع مصلحة المواطن اللبناني اولاً قبل الدور السلطوي الضيّق الذي يسعى إليه الآخرين.

حركة الأيام التي مضت عكست متابعة حزب القوات اللبنانية لكل ما تطرّق إليه رئيس “القوات” سمير جعجع من نقاط أساسية في كلمته في إحياء القداس السنوي لراحة انفس شهداء المقاومة اللبنانية الذي أقيم في معراب.

حركة “القوات” كانت بإتجاه السرايا الحكومي حيث التقى وفد من تكتل الجمهورية القوية رئيس الحكومة نحيب ميقاتي وأودعه رسالة للمطالبة بإزالة العقبات من أمام المحقّق العدلي استكمالًا لتحقيقات انفجار مرفأ بيروت.

وتلا هذا اللقاء، لقاء آخر مع رئيس الحكومة حيث طالب الوفد “القواتي” أن تأخذ الحكومة قراراً بتصنيف كل السوريين في لبنان، ما عدا الحاصلين على إقامات شرعية قانونية من الأمن العام، مهاجرين غير شرعيين، وابلاغ المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وبقية الجمعيات الدولية العاملة في هذا المجال، العمل بهذا القرار والطلب منهم عدم توفير أي مساعدة لهؤلاء السوريين إلا في حال عودتهم الى سوريا.

كما شدد الوفد أمام رئيس الحكومة على ضرورة قيام الاجهزة الامنية بواجباتها في هذا الملف، بالإضافة إلى أهمية ارسال وزير التربية تعميماً الى كل المدارس الرسمية والخاصة، يطلب منهم تطبيق القوانين اللبنانية بما يتعلق بعدم قبول أي أجنبي وبالتحديد السوري في مدارسهم، إذا لم تكن لديه إقامة قانونية شرعية من الأمن العام اللبناني. وقد لاحظ اللبنانيون عامة تحولاً مهماً في ملف الوجود السوري غير الشرعي بعد المطالبات القواتية العديدة بحل هذه الازمة والحركة التي قادتها “القوات” بإتجاه البلديات وكل المرجعيات المحلية والدولية المرتبطة بهذا الملف.

ناهيك عن مساعي حزب القوات اللبنانية لإيجاد حلول للكهرباء عبر إشراك القطاع الخاص في الانتاج ومتابعتها مختلف القضايا التي تهمّ الشعب اللبناني وعلى رأسها انتخاب رئيس جديد للبلاد بعد قرابة السنة و١١ شهرا على الفراغ، والنشاط الديبلوماسي والمحلي التي تشهده معراب والتي تسعى جاهدة للوصول إلى انتخاب رئيس جديد وفق الآليات الدستورية خلافاً لطروحات فريق ٨ آذار الذي يريد تثبيت أعراف جديدة كالحوارات الفضفاضة التي لم ولن تؤدي إلى أي نتيجة.

بالمقابل رأينا ونرى خطابات رنانة وتصاريح غير هادفة يطلقها جماعة التيّار الوطني الحر الذي يسعى جاهداً إلى الدور والحضور السياسي المفقود بفعل السياسات التي انتهجها طيلة الفترة التي سبقت في عهد الرئيس ميشال عون وما تلاها من فشل على كل المستويات، مع العلم ان ذاك “التيار” كانت لديه كل الامكانيات لتحقيق نتائج مهمّة من الكهرباء إلى القضاء وصولا الى القضايا السيادية التي تنازل عنها مقابل حفنة من السلطة والصفقات.

أقصى اهتمامات التيار الوطني الحر اليوم هي اثبات انه موجود وصلب حركته اليوم المتنقلة من صيدا وجزين إلى زحلة والمتن والشمال هي للبحث عن مقاعد نيابية وحضور سياسي مفقود لن يجده، الأمر الذي يظهر عجز “التيار” مقابل التزام “قوّاتي” بأهمية المبادرة ومتابعة النضال في كل الاتجاهات.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: