في تصريح حاد لموقع "LebTalks"، وصف مسؤول سياسي لبناني بارز موقف "حزب الله" تجاه الجيش اللبناني بأنه يقوم على أوهام لا تُصدّق، محذرًا من أن الحزب يوهم حتى الجاهل بينهم بأن الجيش "ما بيقدر يحمي حاله"، فما بالك بحماية لبنان بأكمله.
وقال المسؤول: "من يزعم أنه يحمي الوطن يبدأ أولًا بإهانة عموده الفقري، أي الجيش الوطني، ويستمر بسلبه دوره وسلاحه وقراره السيادي. فهل حماية لبنان تعني مصادرة قراره الرسمي ووضع سلاح "المقاومة" فوق كل مؤسسات الدولة؟ بأي منطق، وأي دستور، وأي شرف وطني؟
يتابع: "الحزب يصرّ على إبقاء لبنان في حالة حرب معلنة أو غير معلنة، تحت شعار 'الردع'، لكن الحقيقة أن هذا الردع المزعوم أصبح تهديدًا دائمًا لأمن الداخل اللبناني. والأدهى من ذلك، أن من يطلق الرصاص على العدو، لا يتوانى لحظة عن توجيه سلاحه إلى الداخل إذا ما اقتضت مصلحته الإقليمية. من هنا، يتحوّل لبنان إلى رهينة في قبضة ميليشيا مرتبطة بقرار خارجي، لا تجرؤ على خوض معركة حقيقية إلا بإذن من طهران".
الى ذلك، أشار المسؤول إلى أن كل من يردّد أن "الجيش لا يستطيع حماية البلد" إنما يُمعن في إذلال الدولة ومؤسساتها، ويغذّي الفوضى، ويخلق بيئة تتكاثر فيها الميليشيات والدويلات. فهل المطلوب جيش بلا كرامة؟ بلا قرار؟ أم جيش تابع للمرشد الأعلى؟
ويخلص إلى القول: الحقيقة التي لا يريد الحزب أن يسمعها هي التالية: لا دولة بسلاحين، لا سيادة بميليشيا، ولا أمن بوجود دويلة داخل الدولة. من يدّعي المقاومة لا يحتقر الجيش بل يدعمه، لا يحتكر السلاح بل يسلّمه، لا يتخفى خلف 'نعيم قاسم' بل ينصت لصوت الشعب.
فكفانا أوهامًا، وكفانا صمتًا. 'المقاومة' الحقيقية تبدأ من احترام الجيش، لا من السخرية منه.