تؤكد الأحداث الأخيرة صحة التحذيرات التي أطلقتها قوى المعارضة السيادية على مدى سنوات، والتي للأسف نلمس نتائجها اليوم.
يوضح مراقب سياسي وسطي أن حزب الله انتقل من وصاية إيرانية غير مباشرة إلى وصاية مباشرة، ما ضرب بالصميم فكرة "لبنانية الحزب" التي حاول تسويقها طويلاً. تعيين مشرفين من الحرس الثوري الإيراني لتوجيه هيكل الحزب وملء الفراغات القيادية فيه يجسد بوضوح تبعيته لإيران، حيث لم يعد هذا الولاء مجرد انتماء، بل تحوّل إلى واقع يتحكم في قراراته وخياراته.
ويشير المراقب إلى أن التدخل المباشر من طهران أسقط نهائياً سردية "لبنانية حزب الله"، وكشف بوضوح أن الحزب ليس كياناً مستقلاً يُعنى بالدفاع عن لبنان، بل جسم إيراني يتلقى أوامره من طهران، بغض النظر عن التداعيات الكارثية لهذه الأوامر على الشعب اللبناني. وأمام وجود ضباط إيرانيين في مراكز القرار داخل الحزب، يصبح من الصعب المراهنة على "لبننة" حزب الله؛ فقد نزع الحزب قناعه اللبناني، وأظهر ولاءه الكامل لإيران، ليس فقط في توجهه السياسي، بل أيضاً في عقيدته وأيديولوجيته. هذا الولاء يسقط عن الحزب أي شرعية كحركة مقاومة لبنانية، ويجعله كياناً غريباً عن المجتمع اللبناني.
ويختم المراقب السياسي بأن حزب الله، بدلاً من أن يمثل ولو الحد الأدنى من مصالح لبنان، يظهر اليوم كعدو إيراني جديد، لا يقل خطورة عن العدو الإسرائيلي. هذه الحقائق تضعف مصداقيته داخلياً، وتنفر منه شريحة واسعة من اللبنانيين، وتثير تساؤلات مشروعة حول ولائه وهويته، مما يجعله في مواجهة مباشرة مع مطالب الشعب اللبناني بتحرير لبنان من كافة الوصايات الخارجية، شرقية كانت أم غربية، لبناء دولة حقيقية ترتكز على الاستقلال والسيادة، بعيداً من الادعاءات الزائفة بالوطنية والولاءات الخارجية.