عادت الذاكرة باللبنانيين بعد خطف منسق حزب القوات اللبنانية في جبيل باسكال سليمان إلى حقبة السبعينات والثمانينات، أبان الحرب الأهلية وبوسطة عين الرمانة وما أعقبها، وبمعنى أوضح، الأمور في غاية الصعوبة والتعقيدات نظراً لغياب القوى الأمنية الرادعة لكل ما يحصل، إذ هناك قنابل موقوتة من النازحين السوريين إلى ازدياد أعداد عناصر الفصائل الفلسطينية المتطرفة في مخيمات الجنوب وسواهم،
وبمعنى أوضح ثمة أجواء مقلقة ومخيفة تنذر باهتزاز أمني داخلي، الأمر الذي يحذر منه مرجع سياسي بارز في مجالسه، إذ يرى أن ترهل بعض الأجهزة الأمنية بفعل الأزمات المالية والاقتصادية والاجتماعية، وغياب الدولة وعدم انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة، فكل ذلك يساهم ويساعد على هذا الفلتان الأمني.
وفي سياق أخر، فإن رياح التصعيد الإسرائيلي وخروجها عن التهويل بدأت تظهر على أكثر من صعيد، وخصوصاً ثمة ترقب للموقف الإيراني، فإذا جاء الرد في العمق الإسرائيلي أو لمصالح تابعة لها في الغرب، فعندئذ سيكون الرد من تل أبيب في العمق اللبناني، وعلى هذه الخلفية، ينقل أن باريس تقوم بدور محوري من أجل تجاوز لبنان أي حرب شاملة، ما يردده أحد السفراء الفرنسيين السابقين في لبنان لصديق لبناني عندما يقول له، الرئيس ايمانويل ماكرون يقوم بدور كبير، لكن ليس ثمة ما يشي بأن اتصالاته قد نجحت للجم أي تصعيد إسرائيلي، التي ستستغل الوقت الضائع دولياً من خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وما يجري بين روسيا وأوكرانيا، ومن ثم التهديدات الإيرانية، فكل ذلك سيساهم ويساعد في قيامها بدور تصعيدي هو الأخطر، وخصوصاً إذا قامت بعملية برية حتى حدود الليطاني، ولهذه الغاية، فالمسألة باتت مفتوحة على كل الاحتمالات.
وأخيراً، أمام هذه الأجواء يلاحظ غياب الدور الداخلي الذي يمكنه أن يواكب مثل هذه الخطورة والتصعيد، على مستوى مجلس الوزراء إلى كل المؤسسات في الدولة التي باتت غير موجودة وبحكم المنتهية، نظراً لعدم إنتخاب الرئيس، وإضافة إلى الأجواء الدولية والإقليمية الضاغطة.
