حين يعيش "القومي" أوهام إنتصاراته ويصدّقها!

31D473E0-8419-4048-95CE-25EBA82F0086

في موقف لافت لم يعلنه اي رئيس حكومة او مسوؤل رسمي في لبنان خلال 43 سنة، مرّت على إغتيال الرئيس الشهيد بشير الجميّل على يد القاتل حبيب الشرتوني، خريج الحزب "السوري القومي"، طلب الرئيس نواف سلام من الرئيس السوري أحمد الشرع تسليم الشرتوني، بعد تلقيه معلومات بأنه يجول في سوريا، فوعده الشرع بالتحقق من الموضوع، كما طلب وزير العدل عادل نصّار من الوفد السوري الذي زار لبنان، الحصول على كل المعلومات المتوافرة عن جميع الاغتيالات والاعتداءات الأمنية، التي حصلت في لبنان خلال فترة حكم آل الأسد، من كمال جنبلاط وبشير الجميّل مروراً برفيق الحريري وشهداء "ثورة الأرز" وانتهاء بالكاتب لقمان سليم، وطالبهم بتسليم اللبنانيين الفارّين من العدالة الذين لجأوا الى سوريا.

هذا المشهد المغاير الذي يعيد دروب العدالة الى هؤلاء الشهداء، الذين دفعوا دماءهم ثمناً باهظاً بسبب ولائهم الوحيد للبنان، قلبَ الصورة القديمة لدى الحزب "القومي" رأساً على عقب، خصوصاً لدى عميد الاعلام ماهر الدنا، الذي أطلق حلماً صدّق انه سيتحقق، بتسمية احد شوارع بيروت بإسم القاتل حبيب الشرتوني، فعاش في أمجاد الماضي المزيّف قائلاً: "مَن يعتقد أنّ الظروف ستحوّلنا الى متردّدين وجبناء نخجل بأبطالنا ولا نجاهر بما نؤمن به فهو لا يعرفنا بتاتاً، سنسمّي أحد شوارعنا الرئيسية باسم حبيب الشرتوني قريباً، وسنحاكم كل مَن سيغامر بلفظ اسمه غير مسبوق بعبارات التبجيل".

إنطلاقاً من هنا نسأل الدنا: "هل نسي بأنّ "المراجل الخنفشارية" لم تعد تنفع في زمن السقطات والهزائم؟، التي باتت عنواناً لمحور المقاومة مع كل شعاراتها الصورية، فهل تناسى انّ "هبورات القومي" لم ولن  تتعدى في حياتها شارع الحمراء، حيث يقومون بالإستعراضات العسكرية تحت شارة حزب الله، بالتزامن مع تشتتهم وإنقسامهم الى أذرع، وكل ذراع يتلقى الاوامر من محور؟، وهل نسي انّ ولاءهم لم يكن في اي مرّة للبنان، الذي يخططون لضمّه الى دولة سوريا الكبرى التي تمتد على مدى الهلال الخصيب؟.

وعلى ما يبدو انّ عميد الاعلام نسي او تناسى أو بالأحرى لا يؤمن بعدالة القضاء والحكم، الذي صدر في تشرين الاول 2017 عن المجلس العدلي بالإعدام غيابياً على شخصين في قضية اغتيال الرئيس بشير الجميّل، وهما حبيب الشرتوني ونبيل العلم وتجريدهما من حقوقهما المدنية، واعتبر الحكم أن الشرتوني والعلم ارتكبا جرم الإرهاب الذي أفضى الى قتل رئيس جمهورية لبنان وشكّل اعتداءً على أمن الدولة.

وعلى خط مكافأة الشرتوني من قبل رفيقه، يبدو انّ الدنا لا يعلم انّ بيروت ام الشرائع، ترفض تسمية شوارعها بأسماء قتلة الرؤساء والزعماء اللبنانيين، الذين سطّروا ملاحم بطولة في دفاعهم عن لبنان، لذا نذكّره بما حصل قبل فترة وجيزة حين سقطت الولاءات الخارجية عبر التماثيل المتنقلة، والتي وُضعت ايام الاحتلال السوري، ولربما لا يعلم بأنّ "جادة حافظ الأسد" في بيروت تحولّت الى "جادة زياد الرحباني"، كما انّ تماثيل الاسد الاب والابن سقطت بدورها في منطقة البقاع، مما يعني انّ الوقت حان لتسمية الشوارع بأسماء العظماء لا القتلة، في خطوة اعتبرها كثيرون مؤشراً لافتاً على نهاية حقبة الإجرام السوري، ودخول لبنان في حقبة جديدة اسسها الشرعية اولاً ودولة الحق والقانون.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: