خطاب الرئيس.. مظلّة للدولة ورسائل سيادية نارية

c735044f-b236-4618-b40e-10795bca69c8

كتبت صونيا رزق: لا شك في انّ انّ المشهد الرئاسي بدا مغايراً في  الامس بعد طول إنتظار، انه الرئيس الذي يبحث عنه اللبنانيون التواقون الى رجالات الدولة، لإطلاق لبنان الجديد الذي نحلم به جميعاً، بعد عقود من تعطيل الدولة والانقسامات والتناحرات بين المسؤولين الهادفين الى تقسيم الغنائم، وبعد مسلسل من الحروب العبثية قامت بها الدويلة من دون إستئذان الدولة، وبعد فرض السلاح غير الشرعي والترهيب والتهديد والاغتيالات والى ما هنالك.

اليوم إنقلبت كل المقاييس مع وصول الشخص المناسب الى القصر الرئاسي، حاملاً في جعبته تركة ثقيلة جداً، لكن لا شك “هو قدها وأكثر”.

في الامس قال الرئيس جوزاف عون كلمته ضمن خطاب لم نسمعه على مدى عقود من الزمن، او ربما سمعنا جزءاً منه من دون ان يتحقق اي شيء، فقد حمل في طياته كل ما يحلم به اللبنانيون، من دولة الحرية والسيادة والاستقلال، دولة الشرعية المسيطرة على كامل الاراضي اللبنانية، بغياب السلاح غير الشرعي او اي سلاح ميليشياوي، مع رفض توطين الفسطينيين حفاظاً على حق العودة وتثبيتاً لحل الدولتين. تناول في خطابه الدولة الملتزمة بالحياد الايجابي، التي يسودها الحوار الدائم لتوافق مسؤوليها، تحت هدف إعادة لبنان الى سابق عهده، بعيداً عن الفساد والسمسرة وتبادل الصفقات ضمن مقولة: “مرقلي تمرقلك”، إعادة مؤسسات الدولة الى سابق عهدها، تطبيق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، إعادة إعمار لبنان بالمساعدات العربية والدولية، التي تثق فقط بالرئيس جوزف عون نظراً لنظافة كفه، وبعده عن كل تلك الاجواء التي عايشها لبنان واللبنانيون، من طقم حاكم على مرّ سنوات وسنوات عمل على تعطيل الوطن وإيصاله الى الهاوية، او الى جهنم بحسب ما وعدنا البعض.

خطاب الرئيس شدّد أيضاً على ضرورة معالجة الأزمات الاقتصادية، وتنظيم القطاع المصرفي بما يضمن استقراره وحماية أموال المودعين، وإقرار مشروع قانون استقلالية القضاء، وعودة لبنان الى الهوية العربية، والعمل على إخراج لبنان من اللائحة الرمادية.

هذه الوعود شكلّت مظلة للدولة ورسائل سيادية نارية بلهجة هادئة الى الداخل والخارج، وبالتأكيد لن تبقى وعوداً، فهي خارطة طريق للبنان الجديد، حوت كل ما يطمح اليه المواطنون من آمال وتمنيات إنقاذية لوطن حمل المصاعب والويلات، من خلال معظم سياسييه الذين جمعتهم المصالح الخاصة فتناسوا مصالح الوطن.

بالتأكيد هذه التركة لن تكون خالية من المطبّات الوعرة، من قبل الفاسدين الذين سيضع لهم حدّاً، ولن يكونوا ضمن ساحته، لانّ لبنانه مختلف عن لبنانهم.

في إنتظار ما ستبلوره المرحلة المقبلة، ونحن على يقين انها ستحمل معها الكثير من التفاؤل، إنطلاقاً من نجاح العماد عون خلال  توليه مسؤولية قيادة الجيش في أصعب المراحل والتاريخ شاهد على ذلك، من خلال منعه الفتن الطائفية التي عمل البعض على زرعها، لكن حكمته جنبّت وقوع لبنان في الاخطار، وسوف تبقى هذه الحكمة عنواناً له.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: