خطاب عون “تراند” عربي: عواصمنا تتحرّر

67c7559846b0d

كتبت كريستيان الجميّل : سلك لبنان الجديد طريقه مع رئيس الجمهورية جوزاف عون. لم يعد هناك من هو قادر على وقف المسار. دخل عون الرياض باستقبال حافل وأكمل طريقه باتجاه القاهرة مع خطاب جديد يلاقي خطاب القسم ويكمله.

عقدت القمة العربية الإستثنائية في القاهرة وهناك رئيسان جدد دخلا نادي الرؤساء العرب هما عون في لبنان وأحمد الشرع في سوريا. وهذا الدخول لم يكن صدفة، بل قابله خروج للإحتلال الإيراني في لبنان وسوريا والمنطقة.

دأب كبار المسؤولين في ايران إلى التفاخر منذ عام 2011 بأن بلادهم تحتل خمسة عواصم عربية وهذه العواصم هي بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء والقدس عاصمة الدولة الفلسطينية المفترضة.

عانى لبنان كثيراً من النفوذ الإيراني وتعرضت علاقاته للإهتزاز مع أغلبية الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية. لكن قمة القاهرة كانت إستثنائية، فلقد عاد لبنان وسوريا الى الحضن العربي والعواصم العربية تتحرر من النفوذ الايراني تدريجياً.

كان يُنتظر من أي ملك أو رئيس عربي بعد ضرب الأذرع الإيرانية في المنطقة الخروج لإعلان خطاب النصر والتحرر من الفرس، لكن المفاجأة أتت من المكان الذي لم يتوقعه أحد، لقد كان خطاب الرئيس عون ليس باسم لبنان فقط، بل باسم كل البلدان العربية. أعلن عون بين سطور خطابه انتهاء مرحلة النفوذ الإيراني في المنطقة.

وكان عون قد وجه رسالة قاسية الى الإيرانيين عندما استقبل الوفد الإيراني في 23 شباط وأكد أن لبنان يرفض تدخل أي دولة في شؤونه والشعب سئم من حروب الآخرين على أرضه، وكرر عون هذا الموقف وزاد عليه ومنحه بُعداً عربياً عندما قال من القاهرة: حين تحتل بيروت أو تدمّر دمشق أو تهدد عمان أو تئن بغداد أو تسقط صنعاء يستحيل لأي كان أن يدعي أن هذا لنصرة فلسطين، أن تكون بلداننا عربية قوية باستقرارها وازدهارها بسلامها وانفتاحها بتطورها ونموها وبرسالتها النموذجية، إنه الطريق الأفضل لنصرة فلسطين.

لا يعرف عون الاتي من خلفية عسكرية المسايرة، فهو يعرف جيداً مدى التغلغل الإيراني في لبنان والمنطقة، ويعرف أن انتخابه شكل بداية مرحلة جديدة عنوانها عودة العرب الى إلتقاط زمام المبادرة. من يقرأ سياسة بشكل صحيح لا يستطيع صم آذانه عن سماع صوت الحقيقة.

وصل صدى موقف عون الى طهران، فردت باستمرار دعمها للمقاومة رغماً عن ارادة الدولة، وهذا الأمر يوضع في عهدة الدول العربية التي طالبها عون بالعودة الى لبنان لأن لبنان قد عاد الى حضنه العربي وموقعه الطبيعي خصوصاً ان هذه الكلمة أعادت دور لبنان الرائد في الدبلوماسية بعد سنوات من الانحطاط وأضاءت على رسالة لبنان الاقليمية والدولية.

وتشير المعلومات الى ان رئيس الجمهورية مستمر في مواقفه التي تأخذ منحاً تصاعدياً، فهو لا يوفر جهداً من أجل تحرير الأراضي اللبنانية المحتلة وذلك عبر الإتصالات الدبلوماسية وخصوصاً مع الولايات المتحدة الأميركية، ويرفض في المقابل استخدام أي دولة لهذا الملف من أجل تحقيق مكاسب او رهن لبنان كورقة تفاوض في الملف النووي، لأن زمن التفاوض على أشلاء اللبنانيبن قد ولى.

تحدث عون باسم العرب جميعاً ووضع النقاط على الحروف. يدرك الرئيس جيداً ماذا يريد لبنان وما هو المطلوب منه، وما يطلقه من مواقف يعبر عن قناعته. ويبقى إنتظار تردد هذا الموقف في بيروت لأن هناك فريقاً ما يزال يرهن مواقفه بايران ولن يعجبه خطاب رئيس لبناني أصبح “تراند” في العالم العربي يغزو وسائل التواصل الإجتماعي والتلفزيونات ووسائل الإعلام العربية .

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: