خطاب قاسم "الخافت" والمحمّل برسائل ملغومة سقط في مهده...  

naim

كان مفاجئاً خطاب الامين العام لحزب الله نعيم قاسم، حين إستعمل نبرة الصوت الخافت البعيد عن "المراجل والبهورات" التي يستعين بهما تارة، وطوراً يلجأ الى الديبلوماسية فيفاجئ الجميع، لذا لم نعد نفهم على الشيخ نعيم، ماذا يريد والى ما يطمح؟، حتى بيئته التي لم تعد حاضنة محتارة من التناقض الذي يلجأ اليه، حين يرى نفسه متعثراً سياسياً، والتحدث بنبرة قوية صارخة،على غرار ما كان يقوم به السيّد حسن نصرالله أثناء خطاباته، لذا لم يفلح بسبب غياب "الكاريزما" على الرغم من محاولة البعض إطلاق الهتافات الداعمة والمحضّرة له، لكنها كانت تسقط دائماً في مهدها.  

قاسم الذي كان يطلق دائماً "عنترياته" بهدف رفع المعنويات بعبارات الصمود والتصدّي والانتصار الوهمي وتحرير فلسطين ولاحقاً الاندلس، قلبَ المشهد في خطابه الاخير مختصراً كلماته السابقة بالانفتاح على المملكة العربية السعودية، بعدما كانت الخصم الاقليمي الاول للحزب، مع تعابير قاسية كان وما زال يشنّها نواب ومسؤولو الحزب دائماً على المملكة، لكن اليوم عاد نعيم أدراجه الى السكينة والهدوء والكلمات الرنانة علّه يحظى بعلاقة سعودية، بعد تقديم ولاء الانفتاح عليها وفتح الدروب المغلقة  منذ سنوات عدة، واضعاً بعض الشروط اولها ان يكون الحوار معالجاً لما وصفه بـ"الاشكالات" مع الرياض، فيما هي اكبر من ذلك بكثير، في محاولة لإعادة ترتيب العلاقات على أسس إيجابية واقعية، وان يقوم الحوار على اعتبار إسرائيل هي العدو وليس المقاومة، إضافة الى ان تتضمّن النقاشات تجميداً للخلافات الماضية والتفرغ لمواجهة إسرائيل، بهدف تحقيق هدنة سياسية ضمن المحور العربي. 

قاسم ذكّر السعودية بالضربة الاسرائيلية على قطر، ورأى انها غيّرت الحسابات وقد تشمل الاهداف معظم الدول العربية بما فيها المملكة، محاولاً إطلاق الهواجس والمخاوف عبر رسائل ملغومة لا تفيد، اذ أراد من جديد التسويق لحزبه بأنه قوة دفاع اقليمية يجب دعمها عربياً، ضمن صف واحد وضد عدو واحد، كي ينزع عنه إزالة العزلة الخليجية. 

الى ذلك ثمة أسئلة تطرح من هذا المنظار، فهل أراد قاسم ترجمة الاستدارة الايرانية بعد اتفاق بكين مع الرياض؟ أو إستشعر صعود السعودية سياسياً كمركز ثقل إقليمي؟ 

لا شك في انّ قاسم تلقى الإيحاء الايراني بهذا الانفتاح ، اي من الدولة التي يحملون ولاءها اكثر بكثير من لبنان، فأراد التذاكي على الجميع، لكن ذكاءه سقط في المهد، فالمملكة لا تحاور حزباً بل دولة سيادية وضمن اطر دستورية، وكل ما أراده الامين العام للحزب الاصفر لن يناله، فالمواقف السعودية الصامتة التي اُطلقت بطريقة غير مباشرة على مدى اليومين الماضيي،ن أوصلت الرسالة وفهمها الجميع، لكن الحزب ما زال يعمل على تمرير الوقت علّه يربح قليلاً فيما النتيجة معروفة. 

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: