دويلة “الحزب” تنكشف أمام “جمهورية البشير”

bashir-ljemayel

لم يكن جديداً “احياء” الممانعة- التي يرأسها الحزب -للنعرات والأحقاد والهواجس الطائفية مع “إحياء” المسيحيين للذكرى الـ٤٢ لاغتيال الرئيس بشير الجميل الحيّ ابداً في الذاكرة الجماعية للمسيحيين وفي ضميرهم.

لم يكن جديداً ايضاً ما ورد مؤخراً على لسان النائب السابق في الحزب والمسؤول حالياً عن ملف الموارد والحدود في الحزب النائب السابق نواف الموسوي بحق المسيحيين وأكثر رموزه المحببة اليهم الشهيد بشير الجميل والذي قال فيه: “من قال له انه سيصبح رئيساً وان وصل فهو لن يعيش، وهذا حصل سابقاً عندما وصل أحد الرؤساء وقام حبيب الشرتوني بواجبه الوطني”، وقد لاقاه في هذا الموقف ليشرح على من سيقع “الواجب الوطني” المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في 11 حزيران من العام 2023: “من يصوّت لجهاد أزعور إنما يصوت لمرشح تل أبيب”.

لقد سبق لنواف الموسوي ان قال في 13 شباط 2019: “شرف للبنانيين أن يصل عون ببندقية المقاومة الى بعبدا، بدلاً من أن يصل على دبابة اسرائيلية”، وهذا ما أثار يومها موجة مسيحية معترضة ومُدينة لتعرّض الموسوي لبشير الجميل الرمز الوطني والذي اجمع عليه المسيحيون والكثير من المسلمين… هذا الأمر يومها دفع بحزب الله ان يعتذر من المجلس النيابي والمسيحيين واللبنانيين من تحت قبة البرلمان اذ قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الحاج محمد رعد في مداخلة خلال مناقشة البيان الوزاري في 15 شباط 2019: “حصل سجال غير مرغوب به بين بعض الزملاء وانطوى على كلام مرفوض صدر عن انفعال شخصي من أحد إخواننا في الكتلة وتجاوز الحدود المرسومة للغتنا بالتخاطب والتعبير عن الموقف”.

وتوجه إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري بالقول: “أستميحكم عذراً وأطلب باسم كتلة الوفاء للمقاومة شطب ذلك الكلام”.

ليكرر الموسوي لاحقاً ويزيد استفزازه وتجريحه واستهدافه وتحريكه للجرح طائفياً فتنوياً هادراً لدم طائفة كبيرة عبر تخوين ممثلها الأكبر وهو حزب القوات اللبنانية اذ يقول في 21 نيسان 2024: “في بلبنان لوبي إسرائيلي، مِن هوي وزغير حملو اريال شارون على ايدو وربتلو على كتفو هو وطفل. هذا اللوبي بيكرهنا ولا يحبنا وهو عنصري وهو طائفي وهو إنعزالي. أصلاً لا يريد العيش مع أحد. الحمدلله هيدا مكسور ومعزول ومنقدر نحاصرو. هذا اللوبي هو كل الاحزاب التي سبق ان إنخرطت بتحالف ميداني وعسكري وأمني مع العدو الصهيوني، لا تزال على نفس عقليتها بالنظر للعدو الصهيوني، لا نروح ولا نجي، هودي لا حبونا ولا رح يبحبونا لانهم انعزاليون، نحن من زمان نرفض الحوار مع القوات اللبنانية لأن لنا تصنيفاً لهم لم يتغيّر بل عكس زاد سوء”.

يرفض الموسوي هنا وهو مسؤول في “الحزب” الحوار مع حزب القوات الذي يدعوه الثنائي الشيعي الى طاولته “الملغومة” ليتهمه الثنائي لاحقاً برفض الحوار وحزب القوات نفسه من أعطته الانتخابات الأخيرة النيابية والنقابية والطلابية أكثرية تمثيلية مسيحية واضحة للجميع.

مع هذا كله لم يعتذر الحزب بعد التصريحين او اي من مسؤوليه حتى الساعة عن الكلام “الذي كان مرفوضاً والصادر عن انفعال شخصي من نواف النوسوي والذي تجاوز فيه الحدود المرسومة للغة الحزب بالتخاطب والتعبير عن الموقف”.

ولم “يُستَمَحْ” المسيحيون عذراً” ولم يُطلب منهم باسم الحزب “شطب كلام” الموسوي المكرر في ٢٠٢٤ كما كان قد طالب رئيس كتلة الحزب الحاج محمد رعد في 2019.

كلام الموسوي الأخير عن الرئيس الشهيد بشير الجميل الرمز الجامع للمسيحيين والمسلمين، لاقته تغريدة لـ”وديعة” الحزب في دار الافتاء الشيخ حسن مرعب باعتباره يوم 14 أيلول 1982 “يوما مجيدا” مستعيراً العبارة التي اطلقها نصرالله على اليوم الذي اجتاح فيه الحزب بيروت السنية وحاصر فيها المفتي في دار الافتاء واقفل اذاعة القرآن الكريم التابعة لها، وتغريدة مرعب فعلت بالمسيحيين ما تفعله استفزازات الحزب بهم وبطائفة مرعب السنية نفسها.

لم تمنع الاهانات والانتهاكات المتعمدة والمتمادية بحق المسيحيين ورموزهم وقياداتهم الزمنية والروحية والتي يقوم بها الحزب وحلفائه، مدّعي الحفاظ على حقوق المسيحيين رئيس التيار الوطني الحر المهندس جبران باسيل “ان يعتبر حسن نصرالله من القديسين” وهذا ما كشفه مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب الحاج وفيق صفا في 5 شباط 2019 والمدّعي نفسه قال لنصرالله في 20 حزيران 2021: “أأتمنك على الحقوق” مع علم باسيل المسبق بما يضمره ويعلنه نصرالله من شعار ومشروع اذ على سبيل المثال يقول هذا الأخير في 16 شباط 2016: “مكانة ولاية الفقيه فوق الدستور اللبناني”.

على الرغم من المسار الطويل من الارتكابات والانتهاكات والاهانات التي قام بها الحزب بحق المسيحيين حصرا وما زال، انطلاقاً من عقيدته ومشروعه المعلن عنه منذ العام 1985 هناك من استغرب وتفاجأ من ما قاله الموسوي في 2019 وكرره اكثر من مرّة في 2024 وفي هذا يقول الكتاب المقدّس في انجيل متى 7:16 “مِن ثِمارِهم تَعرفونهم، هل يَجْتَنُونَ مِنَ الشَوْكِ عِنَباً، أو مِنَ الْحَسَكِ تينا”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: