Search
Close this search box.

رد الممانعين ـ العونيين على قول جبران باسيل “لولا الحزب”

Gebran Bassul sad

كنب أنطوان سلمون،

بعد طول تجارب مريرة وعهد كامل من الاحباطات والخيبات والانتكاسات، لم يعد خافياً على أحد من اللبنانيين مسحيين كانوا أم مسلمين ممانعين كانوا أم سياديين، ان ما أملى على العونيين وما يملي على العونيين-الباسيليين اتخاذ مواقف معينة متبدلة متناقضة، وقيامهم بالمبادرات والتفاهمات والاتفاقات والتحالفات والتقاطعات هو مصالح حزبية ضيقة تنحدر الى العائلية والشخصية للمؤسس سابقاً وللوريث حالياً، ولم يكن ولن يكون موقف جبران باسيل المتودد للحزب بعد الحَرَد والزعل والغضب والشغب المتبادل الا من ضمن اطار محاولة تحصيل المكاسب وتأمين المصالح المذكورة… فرأيناه رافعاً للسعر والسقف في سوق المزايدات على دماء الجنوبيين وحتى مقاومي الحزب ليكون “ملكياً” ممانعاً ومقاوماً أكثر من الملك الحزبي الممانع والمقاوم.

علماً ان الوقائع المسطّرة على ألسنة الممانعين والعونيين ومنهم مؤسس التيار الوطني الحر الرئيس السابق ميشال عون وباسيل نفسه تدحض وتكذّب غلو رئيس التيار في مزايدته على الآخرين في محاولة كسب ودّ “الحزب” للأسباب الواردة أعلاه.

لقد قال رئيس التيار الوطني الحر المهندس جبران باسيل في 24 تموز 2024: “ولكن هم يستشهدون، ونحن نعيش ونصيّف ببقية لبنان، ولو لم يستشهدوا كانت اجتاحتنا اسرائيل”.

اول رد من الأقربين على كلام رئيس التيار نورده على لسان مؤسس التيار ميشال عون الذي قال في 19 شباط 2024: “لسنا مرتبطين مع غزة بمعاهدة دفاع ومن يمكنه ربط الجبهات هو جامعة الدول العربية، لكن قسماً من الشعب اللبناني قام بخياره، والحكومة عاجزة عن أخذ موقف، والانتصار يكون للوطن وليس لقسم منه”.

ليكمل داحضاً فحوى كلام باسيل بـ”لولا الحزب لكانت اجتاحتنا اسرائيل”. بقول رئيس التيار السلف مصححاً للخلف: “القول إن الاشتراك بالحرب استباق لاعتداء إسرائيلي على لبنان هو مجرد رأي والدخول في المواجهة قد لا يبعد الخطر بل يزيده”.

الرد الأبرز ومن الأقرب على باسيل ورد على لسان جبران رئيس التيار نفسه اذ قال شارحاً داحضاً في 24 أيار 2024: “هل تذهب الحرب من رفح إلى الضفة الغربية، الى جنوب لبنان؟ بإمكان نتنياهو أن ينقلها إلى أكثر من جبهة. واليوم يبدو أنه أطلق معركة كبيرة على رفح، وهو يَعتبر أن دخولها محسوم بالنسبة إليه، ليبقى السؤال أين ستكون المعركة التالية؟ وذلك بمعزل عما إذا كان يحقق أهدافه أم لا. فهذا غير مهمّ وفق تقويمه، بل ما يهمّه أن تبقى الحرب مفتوحةً ليحافظ على بقائه في انتظار الانتخابات الأميركية، لديّ مشكلة في أن يكون لبنان وحده، طبعاً غير فلسطين، هو الذي يدفع هذه الضريبة الباهظة، من دون عائد له”.

ما نقوله إن حزب الله هذه المرة هو الذي فَتَحَ النار من دون تَشاوُر مع اللبنانيين الآخَرين، وتالياً من الطبيعي أنني لا أتحمّل مسؤولية هذا الأمر، ومن الطبيعي أيضاً ما دمتُ لا أوافق عليه أن يكون لي رأي فيه، وإذا كان له مردود إيجابي أو سلبي. وفي اعتقادي حتى اليوم أن العائد على لبنان سلبي…إذا كنتُ أنا دخلتُ الحرب لأعود إلى ما كنتُ عليه في 2006 لا أكون انتصرت”.

 ومن الأبعدين الحميمين نقرأ ما نقلته وكالة رويتر في 15 آذار 2024 عن اجتماع ترأسه رئيس فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني في ايران في مطلع شباط مع قادة العمليات في فصائل باليمن والعراق وسوريا وثلاثة ممثلين عن حزب الله ووفد من الحوثيين… وفي الاجتماع اتفق كل المشاركين في النهاية على أن إسرائيل تريد توسيع دائرة الحرب وأنه يجب تجنب الوقوع في هذا الفخ لأنه سيبرر وجود قوات أمريكية إضافية في المنطقة”.

ولأخذ عبرة “الاجتياح” القريب العتيد من الاجتياحين السابقين البعيدَين نُذكّر اصحاب مقولة “لولا الحزب” بما قاله الرئيس الاعلى لحزب الكتائب اللبنانية الشيخ بيار الجميل في 7 تشرين الثاني 1977 قبل الاجتياح الاول في 14 آذار 1978 “إذا اجتاحت إسرائيل جنوب لبنان فمن يكون المسؤول عن ذلك؟ أفلا تكون المقاومة مسؤولة عن الاجتياح؟”.

اما بعد الاجتياح الثاني فقد قال المفتي الجعفري الممتاز مستهدفاً مقاومة “الحزب” في 4 تشرين الثاني 1988 “اما انتم يا اهلنا في الضاحية الجنوبية وفي الجنوب المقاوم والبقاع الراعد نقول لكم ان الخطر داهم والاجتياح على الابواب وما نبتلي به في الضاحية شبيه الى حد ما ابتلينا به في الجنوب قبل الاجتياح الاسرائيلي العام 1982”.

وليس بعيداً عن تلميح وتحذير قبلان قال رئيس مجلس النواب نبيه برّي في 18 آب 1996 اي بعد احتكار “الحزب” للمقاومة في الجنوب: “لا عودة للبنان وللجنوب الى ما قبل عام 1982 وان المقاومة هي من اجل الوطن وليس الوطن من اجل المقاومة نقدمها في سبيل حياة الوطن ولا نستهتر بنقطة دم ولا نتاجر بالشهادة والشهداء ولا نبني وطنا على حساب المواطنين”.

قد يكون خير من دلّل على فضل “الحزب” بمقاومة الاحتلال ودحره ولاحقا بمنع اجتياحه للجنوب ولبنان على ما اشار جبران باسيل متوددا “مبيّضا” هو في ما قاله العماد ميشال عون في 9 نيسان 2002 في مقابلة مع “mtv” معتبراً “تحرير” الـ2000 “نتيجة لقرار دولي وان المقاومة أطالت أمد الاحتلال”.

ان ضرورات اليوم اباحت المحظورات التي لطالما رفعها العونيون شعارات ومبادئ ومسلمات ومن غير المستغرب لا بل سيكون من المستحب عونياً في المستقبل ان تصبح محظورات اليوم والتي يكررها باسيل وتياره مباحة امام ضرورات الغد.

فعلاً ان صاحب الحاجة أرعن.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: