في لحظة انتصر فيها الجمال على العدوان، والحياة على الموت، نبض قلب الجنوب اللبناني يوم أمس بأفراح الفخر والاعتزاز، مستقبلاً ملكة جمال لبنان لعام 2025، بيرلا حرب، في بلدتها المعمرية.
استيقظت المعمرية فجراً على وقع الغارات الإسرائيلية التي لم تبعد سوى خمس دقائق عنها، تاركة خلفها حزناً وقلقاً عميقين في نفوس أهلها وجيرانها. ورغم هذه الظروف الصعبة، وقف الجنوب شامخاً، مواصلاً استعداداته لاستقبال ملكته بكل حب وإصرار، ليُثبت أن الحياة تستمر وأن الأمل لا ينطفئ.
وبالزغاريد وبنثر الأرز والورود كما تقول العادات، استقبل أهل المعمرية الملكة التي لم تتراجع لحظة عن مشاركة فرحتها مع بلدتها بسبب الظروف الأمنية. وبالرغم من مصيبة المصيلح شارك نواب المنطقة أيضاً بالاحتفال بابنة الجنوب وعلى رأسهم عضو تكتل الجمهورية القوية النائب غادة أيوب، وعضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى، الى جانب العديد من الشخصيات الدينية والاجتماعية والاخويات.
واكب موقع "LebTalks" هذا الحدث، وفي حديث مع ملكة الجمال بيرلا حرب قالت: "أشعر بفرح وفخر بوجودي اليوم في بلدتي المعمرية وأحتفل معهم بهذه المناسبة".
ولدى سؤالنا للملكة بيرلا حرب عن كيفية خدمة بلدتها من خلال القضية التي تبنّتها في مسابقة انتخاب ملكة جمال لبنان، التي أُقيمت في 4 تشرين الأول 2025، والتي تعهّدت فيها بإطلاق حملات توعية حول تقبّل الذات في ظل تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي، أجابت: "من خلال قضيتي، سأعرّف اللبنانيين على جمال بلدتي المعمرية، وعلى غناها الثقافي والحضاري والتراثي. ورغم كل التحديات الأمنية المحيطة، سنواصل الاحتفال بالحياة، ولن نسمح لأي شيء أن يسلبنا فرحتنا."
كان الى جانب الملكة عائلتها التي دعمتها منذ اللحظة الأولى والتي أيضاً شكرت المعمرية بأهلها وبلديتها وأخوياتها على هذا الاستقبال بابنتهم التي أصبحت اليوم ابنة لبنان أيضاً.
بيرلا التي توّجت على عرش الجمال عن عمر الـ22 عاماً، واجهت منذ لحظة انتخابها انتقادات وتنمر على مواقع التواصل الاجتماعي، والجمهور انقسم بين داعم لها ومعارض لانتخابها. لكن ما اتفق عليه في ساحة المعمرية وبين جمهورها الذي أتى من كل البلدات والمناطق المجاورة، أن بيرلا هي مثال للفتاة الجنوبية اللبنانية الطموحة، الجميلة، القوية والحالمة.
وفي هذا السياق أشادت عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب غادة أيوب في حديث لموقع "LebTalks" بالملكة بيرلا قائلة: "أبارك للجنوب اللبناني أولاً، وللفتاة الجنوبية ثانياً التي تحمل معها دائماً رسالة "الجنوب الصامد"، كما ورسالة أمل لكل النساء والفتياة في الجنوب لتقول إن الأمل بلبنان الجمال والسلام لازال موجود، وبيرلا هي خير من مثّل لبنان والجنوب".
وقبل حضور الاحتفال توجهت أيوب الى المصيلح وشاركت بقداس الهي من فوق الركام، وفي هذا الاطار قالت أيوب لـ"Lebtalks": "هذه رسالة أمل بعد الاستهداف الإسرائيلي الموجع والقريب من المعمرية، على أن يكون وجه بيرلا خير على الجنوب ولبنان".
وكذلك وبكل فخر وجّه رئيس بلدية المعمرية جان كلود أبي طايع رسالة الى ابنة بلدته بيرلا حرب، حملت دعماً وفخراً، قائلاً: "هذا استحقاق على مستوى الوطن وليس فقط على مستوى المعمرية، وأقول لها كما حملتِ التاج على رأسك، نطلب منك أن تحملي المعمرية وأهلها في قلبك".
لم تكن بيرلا الانجاز الوحيد في هذه السنة بل كانت سنة الجنوب حافلة وانقسمت بين خسارات جسيمة وأرباح كبيرة بأبنائها الذين مثلوا الوطن كالرئيس جوزاف عون وقائد الجيش رودولف هيكل. وهذه أقوى رسالة، رسالة امل، فخر، وثقة بأن الجنوب سيبقى دائماً قوياً ومرفوع الرأس بأهله.
وبهذا الكم من الكلمات والمشاعر احتفل أهل المعمرية بابنتهم بيرلا، على أن تكون ملكة من المعمرية الى العالمية.
بيرلا حرب ليست ملكة على عرش الجمال فقط، بل عنواناً لصمود الجنوب، ومرآةً لشبابه. وفي كل مرة يُراهن فيها البعض على ضعف هذه الأرض، يُثبت أهلها أنهم أقوى، وأن الجنوب سيظل منارة للجمال والثبات والإشراق.

