“رمز لصوت حر”.. يزبك: باسكال سليمان لم يمت وقيومجيان: على طريقه ماضون

WhatsApp Image 2025-05-25 at 17.37.42_98904cd7

عام مرّ على اغتيال باسكال سليمان، ولا تزال ذكراه حاضرة بقوة في وجدان اللبنانيين، لا بوصفه ضحية جديدة في سجل العنف السياسي، بل كرمزٍ لصوتٍ حرّ دفع حياته ثمناً في وطنٍ يتخبط بين الأزمات والانقسامات.

لم يكن اغتياله حدثاً عابراً، بل شكّل محطة مفصلية أعادت طرح أسئلة جوهرية حول مستقبل الدولة، وسيادة القانون، وحدود النفوذ الخارجي في بلد تتقاطع فيه المصالح الإقليمية والدولية بشكل معقّد.

الذكرى الأولى: وفاء وصمود

أحيا حزب “القوات اللبنانية” وعائلة الشهيد باسكال سليمان الذكرى السنوية الأولى لاغتياله خلال قداس أقيم في باحة كنيسة سيّدة إيليج – ميفوقالقطارة، ترأسه المدبّر العام في الرهبانية اللبنانية المارونية، الأب طوني فخري، وعاونه رئيس دير ميفوق، الأب ناجي أبي سلّوم، إلى جانب عدد من الكهنة والآباء. وقد خدم القدّاس “جوقة الأحبّة” بقيادة مرسال بدوي.

بعد القداس، توجّه الحاضرون إلى الساحة العامة حيث أزيحت الستارة عن النصب التذكاري للشهيد، من تصميم النائب نزيه متى وتنفيذ الفنان نايف علوان فضول، في احتفال وطني حمل دلالات الوفاء والثبات على الموقف.

“الحق يربح”

افتُتح الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني، تلاه نشيد “القوات اللبنانية”، ثم ألقت الزميلة جويل فضول كلمة أكّدت فيها أنّ “القوات” هي سياج الحريّة، لا تعرف أن تعيش في شبه وطن، ولا ترضى بشبه كرامة. وأشارت إلى أن “تسليم أحمد نون شكّل نقطة تحوّل، حيث بدأت الحقيقة تتبلور، والعدالة تنتصر مع كل صوت يصرخ: “يا عذراء”.

بعدها، أزاح نجلا الشهيد الستارة عن النصب، وتحدث شقيقه جيلبير سليمان باسم العائلة، فشكر رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع ممثلاً بالنائب زياد الحواط، والمدبّر الأب طوني فخري، وسائر الفعاليات الحاضرة، من نواب ووزراء حاليين وسابقين، وفاعليات بلدية ومدنية، إضافة إلى شركة “آيس”، والنحات نايف علوان، والمهندس نزيه متى، والشاعر نزار فرنسيس، والمايسترو إيلي العليا، والأخت غادة خليفة، والمرنّم مرسال بدوي، وكل من دعم العائلة ووقف إلى جانبها.

وقال: “حين قرّرنا كعائلة إحياء الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد باسكال، تردّدت كثيراً قبل إلقاء هذه الكلمة، لأني لا أعرف ماذا أقول. فماذا أقول لك يا باسكال بعد عام على اغتيالك؟ هل أعترف لك بحزني العميق لأن الحقيقة الكاملة لم تُكشف بعد؟ أم أُصارحك برجائي الكبير بأن الدولة، مشكورة، لا تزال تسعى إلى تنفيذ مذكرات التوقيف بحق من طُلبوا للقضاء؟ لن أطيل الكلام، بل أعاهدك أننا سنستمر في النضال، مع حزب ‘القوات اللبنانية’، حتى يأتي اليوم الذي نقول فيه لك: نم قرير العين، ولتسترح روحك بسلام”.

تسليم متّهم من سوريا.. والعدالة تبدأ بالتنفس

في حديث لـ”Lebtalks”، أكد الوزير السابق ريشار قيومجيان أن “المطالبة بالحق مستمرة، واليوم بدأت العدالة تتنفس”، وذلك بعد أن تسلّم الجيش اللبناني من السلطات السورية متهماً لبنانياً متورطاً في جريمة قتل باسكال سليمان، التي وقعت في جبيل قبل 13 شهراً.

أضاف قيومجيان: “نحن على طريق باسكال ماضون، مستمرون في النضال لتحقيق الأهداف التي آمن بها. من يثبت على موقفه، ومبادئه واضحة، لا بدّ أن يكون النصر حليفه”.

“باسكال لم يمت”.. تمثال ينبض بالحياة

بدوره، قال النائب غياث يزبك لموقعنا: “باسكال لم يمت كسائر شهدائنا. تمثاله في ساحة ميفوق ليس مجرّد حجر، بل رمز ينبض بالحياة. لولا أمثاله، من حصرون إلى عكار، ممّن آمنوا بالقضية اللبنانية وناضلوا في الحرب والسلم، لما كنّا اليوم هنا”.

أضاف: “دماؤهم لم تذهب هدراً، بل تزهر اليوم. الشرّ الذي حكم لبنان طويلاً بدأ ينحسر، ولبنان يستعيد سيادته تدريجياً. رغم الحزن لأن باسكال لم يشهد ثمرة نضاله، إلا أنّي على يقين بأنه يرى من عليائه ما نحققه”.

وختم يزبك قائلاً: “النبض الذي تزرعه ‘القوات’ وشركاؤها السياديون هو نبض يعيد للديموقراطية معناها الحقيقي. نحن بلد نظامه برلماني ديموقراطي تم تشويهه، وكل انتصار في الانتخابات البلدية أو الاختيارية هو انتصار للديموقراطية، ولبنان”.

باسكال سليمان: من اسم إلى رمز

اليوم، لا يُذكر باسكال سليمان كاسمٍ عابر في نشرات الأخبار، بل تحوّل إلى رمز لفئة واسعة من اللبنانيين، ممن يرفضون الخنوع ويؤمنون بدولة مدنية ذات سيادة، قادرة على محاسبة المرتكبين، أيّاً كانت مواقعهم أو انتماءاتهم.

تحوّل اسمه إلى شعار في التظاهرات، وصورته إلى أيقونة في ساحات الاعتراض. رسالة تقول إن الدم لا يُنسى، وإن العدالة، وإن تأخّرت، لا بدّ أن تتحقق.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: