زحلة قواتية ونص.. ونقطة على السطر

ouwet

التاريخ دائماً يعيد نفسه في لبنان، 2 نيسان 1981 الحافل بتضحيات الشهداء من المقاومة اللبنانية الذين سطّروا ملاحم بطولية لا مثيل لها، حين دحر تسعون مقاتلاً الجحافل السورية، ومن ثم تكاثر العدد مع إنضمام اهالي زحلة للدفاع عن مدينتهم، ليجعلوا منها مدينة للسلام والأسود في آن، ضمن عبارة رافقتهم منذ ذلك اليوم المشبّع بالمقاومة والنضال.

مع بدء دخول الجيش السوري الى لبنان تحت عنوان "قوات الردع العربية"، كانت الاطماع واضحة فبرزت عروس البقاع كهدف تحت مجهرهم، فأردوا إخضاعها لانها كانت نقطة امنية هامة ومفتاحاً الى الداخل السوري، فسعوا الى احتلالها بعدما فشلوا في إحتواء كل لبنان، معتقدين انهم سيصلون الى اهدافهم، فكان الواقع الاليم والتصدّي الاسطوري لهم.

اذ وبعد ايام قليلة على بدء المعركة، إشتد  القصف السوري بشكل عنيف جداً على زحلة، فوجّه قائد "القوات اللبنانية" حينها الشيخ بشير الجميّل، عبر الأجهزة اللاسلكيّة برقية الى المقاتلين في زحلة قائلاً لهم: "أيها الرفاق أمامكم ساعة واحدة لتتخذوا قراراً تاريخياً، فإما أن تظلّوا في زحلة أو تغادروها، لأن الطريق لا تزال مفتوحة لبضع ساعات فقط، إذا غادرتم زحلة حافظتم على حياتكم، ولكن سقوط المدينة يصبح حقيقة أكيدة، وهذه تشكّل نهاية ملحمة المقاومة، وإذا بقيتم ستجدون أنفسكم بلا ذخيرة بلا خبز وبلا ماء، وستكون مهمتكم تنظيم المقاومة الداخلية، إنني أفوّض إليكم كل الصلاحيات لتقرّروا ما ترونه مناسباً، إذا قررتم أن تبقوا فاعلموا جيداً أن الأبطال يموتون ولا يستسلمون".

فكان الرد بالتأكيد: "باقون لنقاوم ولن نستسلم"، حينها كسب المسيحيون والزحليون وقائد "القوات اللبنانية" المعركة معنوياً وسياسياً، ليصبح بشير قائداً مسيحياً ولبنانياً بلا منازع.

هذا التاريخ المجيد إستذكرناه في الامس مع تسجيل "القوات اللبنانية" سلسلة انتصارات خلال الانتخابات البلدية والاختيارية، فكان الحزب حاضراً في اغلبية المناطق، جارفاً الخصوم بـ"تسونامي" متعدّد الاتجاهات، مقابل تجمّع الجحافل ضده، لكنه لم يلن ولم يهدأ بل تمسّك بشعاراته اكثر، "لانو وقت الخطر قوات"، وعروس البقاع وُضعت في خانة الخطر لانّ الخصوم ارادوا تغيير هويتها، فكان الرد قواتياً من رئيس حزب القوات "الدكتور سمير جعجع: "على زحلة ما بيفوتوا ولا رح يفوتوا".

جملة كانت كافية كي يسير اهالي زحلة كعادتهم على الخط المستقيم، لانو ما بصحّ  إلا الصحيح، والمشاهد التي رأيناها مع قدوم مجنّسين سوريين للتصويت للائحة المقابلة ليس سوى تأكيد على شراء الاصوات لمجموعات لا تعرف ماذا جاءت تفعل، فإذا بجواب البعض يفضح المستور، حين ردّ ذلك المجنّس السوري على سؤال احدى الصحافيات: "لمَن ستصوّت:" قال لها لسوريا...!!! وهنا لم نتعجّب لانّ الحقيقة المرّة واضحة والمتآمرين كثر...

الى ذلك ستكون معركة الامس صورة عن الانتخابات النيابية المرتقبة، اذ لن يُنتسى هذا الانتصار وستبقى زحلة من ضمن المناطق التي ستشهد المعارك الطاحنة، وهي لم تعِش يوماً بمنأى عن عواصف المنافسات النيابية، خصوصاً انّ التحضيرات قائمة منذ اليوم على قدم وساق، والمشهد الانتخابي المرتقب سيتغيّر من دون ادنى شك في ايار 2026، مع تكتل قواتي غير مسبوق ودخول مفاجآت بالجملة ستكون ضارية في عاصمة الكثلكة، وسوف تحمل المزيد من الصدمات للعديد من الافرقاء السياسيين والخصوم وما اكثرهم.

في 18 ايار 2025 أعاد الزحليون هوية مدينتهم الحقيقة، مع كل الشعارات القواتية التي رافقتهم خلال حرب زحلة.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: