لفت الصحافي طوني بولس إلى أن استضافة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ومسؤولين إسرائيليين عبر قنوات عربية أمر طبيعي، معتبرًا أن ذلك يمنح أي لبناني فرصة للتحدث مباشرة وتوضيح الأمور مع الجانب الإسرائيلي، سواء كان سياسيًا أو صحافيًا.
وأكد في حديث لموقع LebTalks أن التخوين الإعلامي لمجرّد ظهور قناة تستضيف إسرائيليين لم يعد منطقيًا، مشيرًا إلى أن "زمن التخوين ولّى"، وأن هذه الثقافة "سورية وإيرانية لشدّ الشارع".
وأوضح بولس أن الصلح لا يتم بهذه الطريقة، وأن من حق كل شخص التعبير عن رأيه، لافتًا إلى أن إسرائيل دولة مجاورة للبنان "ويجب أن تكون هناك علاقة منتظمة بدل بقاء الساحة اللبنانية رهينة الصراعات".
واعتبر أن لبنان استُخدم سابقًا كساحة صراع من قِبل قوى مختلفة، مشيرًا إلى دور "الحركة الوطنية" سابقًا، ومن ثم "حزب الله".
وهنّأ بولس منصة ICI BEIRUT على المقابلة التي أجرتها مع السفير الإسرائيلي في واشنطن، معتبرًا أن ذلك "ليس تطبيعًا ولا عمالة بل ممارسة لحرية التعبير".
وشدد على أن العميل هو من ينقل معلومات أمنية تضرّ ببلده، "وهذه المواصفات تنطبق على حزب الله"، وليس على من يتحدث إعلاميًا.
وختم بولس بالتأكيد أن الصحافي يجب أن يصل إلى مصادر المعلومات كافة ضمن حرية التعبير، "لكن القوانين اللبنانية تقيّد ذلك".
وردًا على سؤال حول ردّ أفيخاي أدرعي، قال بولس إنه ملتزم بالقوانين اللبنانية التي تمنع التواصل مع إسرائيل، معتبرًا أن ما حصل "شأن يخص أدرعي"، مجددًا مطالبته الدولة اللبنانية بتعديل القوانين "البالية" التي تجرّم أي تواصل غير شرعي مع دول أخرى.
مواقف بولس أعادت فتح نقاش قديم، جديد حول حدود حرية التعبير في لبنان، بين الالتزام بالقانون من جهة، والحاجة إلى تحديث التشريعات من جهة أخرى، في ظل واقع سياسي وإعلامي شديد التعقيد.