زياد شبيب لـLebTalks:  بري "يرفع الجلسة" لتخفيف "الأثر النفسي"

BERRI

في مشهدٍ بات يتكرّر مع كل جلسة نيابية، يتلاعب رئيس المجلس النيابي بمفرداته قبل قراراته، فتغيب الدقّة عمداً ليُغطّى العجز بمصطلحات ملطّفة، وبين "رفع" و"تأجيل"، ضاعت حقيقة ما جرى اليوم في ساحة النجمة.

أكد محافظ بيروت السابق القاضي زياد شبيب أن ما حصل لا يمكن وصفه بأنه "رفع للجلسة"، لأن هذا المصطلح يُستخدم فقط عندما تكون الجلسة قد انعقدت فعلياً، كأن تؤجَّل الجلسة الصباحية إلى فترة بعد الظهر أو إلى اليوم التالي.

أضاف أن في الحالة الراهنة، حيث لم يكتمل النصاب النيابي المطلوب لانعقاد الجلسة، فإن التعبير الأدق هو أن الجلسة تأجلت إلى موعد يُحدد لاحقاً، وليس أنها رُفعت.

ولفت شبيب إلى أن استخدام عبارة "رفع الجلسة" بدلاً من "تأجيلها" يهدف في أحيان كثيرة إلى تخفيف الأثر النفسي على الرأي العام، والإيحاء بأن ما جرى لا يتجاوز حدود جلسة عادية جرى تأجيلها لأسباب تقنية أو تنظيمية.

مرة جديدة، تُستَخدم اللغة كدرعٍ لستر الفشل، ويُقدَّم الشكل على المضمون لتجنّب الإقرار بالعجز، وبين رئيسٍ يرفع الجلسة من دون أن يفتتحها، وبلدٍ يغرق في الفراغ، تبقى الحقيقة مؤجّلة مثل الجلسة نفسها.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: