زيارة ترامب للخليج: رهان السلام يتقدم خيار الحرب

trump

تأتي زيارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب لدول الخليج من بوابة المملكة العربية السعودية في وقت تتأزم فيها العلاقة بين الأخير ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حول استراتيجية معالجة قضايا المنطقة سواء إزاء الملف الفلسطيني أو الملف النووي الإيراني.

فرؤية الرجلين لمعالجة الملفين تزداد تباعداً فيما يبدو أن الرئيس الأميركي وباتفاق مع الخليجيين وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية ينحو باتجاه خيار السلام في المنطقة أكثر من خيار الحرب الذي يسعى إلى ترسيخه نتنياهو.

وما يزيد من فرص السلام في المنطقة ومن رهان الرئيس ترامب عليه هي التحولات الجيو سياسية في المحاور الساخنة عالمياً بدأ من أوكرانيا حيث الروس والأوكرانيين بدأوا سلوك طريق الحوار والقمة المرتقبة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي خير دليل وتبريد جبهة الحرب بين باكستان والهند وتبريد الحرب الاقتصادية بين واشنطن وبكين، والحديث عن مفاوضات بين الجانبين للاتفاق في موضوع التجارة الدولية والرسوم الجمركية والوضع الجديد في لبنان وسوريا والتوجه نحو حل ما لغزة وصولاً إلى تبريد جبهة اليمن، في وقت تسعى طهران إلى تجميع ما تبقى لديها من أوراق لتعزيز موقفها التفاوضي مع الاميركيين حيث دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية تشجع الرئيس ترامب على التوجه نحو الحوار مع الإيرانيين لأنها لا تريد الحرب التي قد تكلف الخليج الكثير، فيما القادة الخليجيون وعلى رأسهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يخططون لمرحلة سلام واستقرار اقليمي طويل الأجل.

ومن هنا الموقف العربي الخليجي من التطبيع مع إسرائيل وقد أبدت الرياض استعدادها للتطبيع مقابل الشرط الأساسي ألا وهو حل القضية الفلسطينية على قاعدة الدولتين، الأمر الذي يبدو ان فريق عمل الرئيس ترامب يعمل باتجاهه، ومن هنا التوتر الاميركي الاسرائيلي المستجد بصورة خاصة فضلاً عن الملف النووي الإيراني علماً أن الاميركيين كما الاسرائيليين كما الخليجيين متفقون على إزالة الخطر النووي الايراني عن المنطقة فيما الاختلاف والخلاف هو على الاسلوب والاستراتيجية.

المنطقة من لبنان إلى غزة إلى سوريا جاهزة لترتيب الأوراق والانطلاق في مرحلة جديدة واعتقادنا أن زيارة الرئيس الأميركي إلى المنطقة سيتمخض عنها إعطاء إشارات بدء المرحلة الجديدة وترسيخ الاستقرار في تلك الدول وصولاً إلى صيغة حل للملف الحوثي تبعاً لحلحلة باقي الملفات الاقليمية العالقة او المجمدة بانتظار الحلول الاقليمية والدولية.

من هنا يمكن القول إن المنطقة دخلت مرحلة صناعة السلام الشاقة لكن الحتمية فيما يبقى الشيطان كامناً في التفاصيل ومنها تفصيل مصير اذرع ايران في المنطقة وعلى رأسها حزب الله والحوثيين كلاً منهما في الداخل الذي منه يعمل.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: